بوصوف: هذه أسباب هجوم إلموندو الإسبانية على المغرب

الكاتب : الجريدة24

13 يونيو 2019 - 09:16
الخط :

عبدالله بوصوف

المقال الذي نشرته جريدة إل موندو الإسبانية من حيث الشكل هو مقال غير مهني ولا يحترم أبسط أخلاقيات المهنة المتعارف عليها دوليا، لأنه أورد معلومات غير دقيقة، وكاتبه لم يكلف نفسه عناء الاتصال بمجلس الجالية المغربية بالخارج للاستفسار حول الموضوع، وإدراج وجهة نظره فيما أوكل أليه من اتهامات؛ وهو ما يؤكد سوء النية ويجعله مقالا متحاملا ليس على المجلس وأمينه العام فحسب بل أيضا على المغرب وعلى الجالية المغربية التي يورط أفرادها بشكل مباشر في التخابر مع دولة أجنبية وهو ما يستوجب المتابعة القضائية للجريدة ولكاتب المقال.

أما من حيث المضمون، فالمعلومات الواردة في المقال غير دقيقة، والاتهامات باطلة. فإذا كان ما يدعيه المقال من عمليات تبييض أموال قد تم إنجازها بالفعل في بلد مثل إسبانيا، أظن بأن السلطات المعنية بمحاربة الجرائم المالية لم تكن لتسحمح بوقوع مثل هذه العمليات المالية المشبوهة من دون أن تراقبها أو تحرك المتابعة القضائية ضد الأشخاص المعنيين. وعلى كل حال فنحن على استعداد للمثول أمام العدالة الإسبانية أو العدالة المغربية إذا ثبثت صحة الادعاءات الواردة في مقال إل موندو، مهما كلف ذلك.

من جهة أخرى، يدعي المقال وجود تحقيق قضائي في تحويل الأموال المزعومة وهو أمر عاري من الصحة، مثله مثل ادعاء تحويل الأموال وتجنيد أشخاص من أجل استيقاء معلومات لصالح الدولة المغربية. كل ذلك مجرد افتراء يهدف إلى المساس بسمعة المغرب ومغاربة إسبانيا والتضييق عليهم إعلاميا، كما دأبت على ذلك أبواق جزء من الإعلام الإسباني المعروف بكراهيته للمغرب وللمغاربة.

من باب الشفافية والأمانة، ولدرء أي شبهة، فإنه من الضروري التأكيد على أن وكالة الأسفار الكائن مقرها في الرباط ليست وهمية كما ذهب إلى ذلك المقال، بل هي قائمة بشكل قانوني وتصرح بمعاملاتها المالية طبقا للقوانين الجاري بها العمل، وتم تأسيسها في إطار شخصي لمساعدة السيد نور الدين الزياني الذي ووجد نفسه بين عشية وضحاها مطرودا وبدون محاكمة من إسبانيا بالنظر لأنشطته في صفوف الجالية المغربية في إقليم كاتالونيا والتي كانت تزعج السلطات الإسبانية. ولم يسبق للمؤسسة التي أمثلها أن تعاملت مع هذه الوكالة، أو تبادلت معها أي مصلحة.

لقد جاء مقال «إل موندو» في سياق حملة تستهدف المغرب مباشرة بعد الانتخابات البرلمانية والبلدية؛ حملة تقف وراءها جهات إسبانية قريبة من إديولوجية اليمين المحافظ، بدأت بإصدار كتاب لكاتب «مجهول» وضع مقدمته كاتب أخر «غير مجهول» هو الصحفي السابق في جريدة «إل موندو» إغناسيو سيمبريرو، والذي سبق للمغرب أن رفع ضده دعوى قضائية في إسبانيا، كلفته مساره المهني الممتد لعقود في جريدة « إل باييس » المشهورة.

فخسارة اليمين للانتخابات ساهمت فيها بشكل كبير قضايا الفساد التي يتابع فيها مجموعة من قياداته، ولم يبقى له من مشروع مجتمعي لمحاولة التقرب من الناخب غير خلق عدو أجنبي ونشر إشاعات تدعي زرع المغرب لمخبرين في إسبانيا، وهو أمر أقرب إلى القصص الخيالية منه إلى الواقع.

صك الاتهامات الباطلة التي أعادت جريدة «إل موندو» استعماله، ليس بالأمر الجديد على جزء من الصحافة الإسبانية الفاقدة للمهنية، فقد سبق للفاعل الثقافي والديني في سبتة المرحوم الحاج محمد علي أن هوجم بنفس الاتهامات، ولن نكون أخر من يهاجم بذلك. لكن ما يمكن أن أؤكده للتاريخ هو أن المؤسسة التي أشتغل فيها لم تصرف أي درهم من أموال دافعي الضرائب إلى أي شركة مغربية كانت أم إسبانية، وأتحدى الإسبان أن يثبتوا العكس.

آخر الأخبار