قبل أيام من العيد.. أسعار مثيرة لدوارة العيد وارتفاع لافت لسعر الحولي

في تحد واضح للقرار الرسمي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة بسبب الأزمة المناخية وتراجع القطيع الوطني، يشهد السوق المغربي ارتفاعا صاروخيا في أسعار الأضاحي ومشتقاتها، وسط إقبال لافت من طرف المواطنين على اقتنائها، بل وذبحها أياما قبل العيد وتخزينها في الثلاجات، بحسب ما أفاد به جزار من العاصمة الرباط لموقع "الجريدة 24".
وقال المتحدث إن أسعار "دوارة العيد" ارتفعت بشكل غير مسبوق هذه الأيام، إذ بلغ ثمن أحشاء الخروف في بعض الأسواق نحو 700 درهم، وهو رقم صادم لم يسجل حتى في سنوات الوفرة.
وأضاف أن سعر "الحولي" شهد هو الآخر قفزة بنحو 1000 درهم خلال الأسبوع الأخير، بعد أن رصد "الشناقة" و"الكسابة" ووسطاء بيع الماشية إقبالا متزايدا من المغاربة على شراء الأكباش، رغم التوجيه الرسمي بالإلغاء.
وأكد الجزار المشار إليه أن عددا من المواطنين شرعوا فعليا في ذبح الأكباش قبل حلول العيد بعدد من المناطق، وتخزين لحومها في المجمدات، تجنبا لأي تدخل حاسم وصارم محتمل من السلطات خلال يوم العيد.
وأمام هذه المعطيات، بدأت بعض السلطات المحلية في التحرك على استحياء لمحاولة الحد من الظاهرة، لكن جهودها تصطدم بتبريرات المواطنين الذين يقولون إنهم يشترون "الحولي" ليس بقصد الشعيرة الدينية بل لـ"مناسبة وفرح عائلي"، في محاولة للالتفاف على القرار.
هذا الواقع يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى تجاوب الشارع مع التوجيهات الرسمية في ظل قوة العادات الاجتماعية وارتباط المغاربة بشعيرة الأضحية، حتى في أوقات الأزمة، كما ينبه للتحولات المثيرة في السوق وأساليب الاستهلاك خلال فترات الأزمات وقرارات الطوارئ.