جطو يعدد نقائص تدبير التراب للمجمع الشريف للفوسفاط

الكاتب : الجريدة24

14 سبتمبر 2019 - 11:20
الخط :

تناولت مهمة مراقبة التسيير التي أنجزها المجلس الأعلى للحسابات لدى المجمع الشريف للفوسفاط أساسا النشاط المنجمي الذي يشمل استخراج ومعالجة الفوسفاط بكل من موقع خريبكة وموقع الكنتور.

وقد انصبت هذه المهمة بشكل خاص على الجوانب المتعلقة

بالتخطيط والبرمجة المرتبطة بهذا النشاط، وكذلك معالجة الفوسفاط عن طريق الغسل والتعويم، كما تطرقت إلى استخدام وصيانة المعدات المستعملة في الاستغلال المنجمي،بالإضافة إلى الجوانب البيئية المتعلقة بهذا النشاط.

وقد خلصت هذه المهمة إلى أهم الاستنتاجات التالية:

تخطيط النشاط المنجمي

عرف التخطيط لفتح مناجم جديدة في المواقع المنجمية من أجل الاستجابة إلى الأهداف المحددة في استراتيجية تنمية القدرات الإنتاجية، التي شرع في العمل بها منذ سنة 2008، بعض القصور.

ويتجلى ذلك، على سبيل المثال، في الدراسات المنجمية المنجزة بين أبريل 2008 ويناير 2009 التي كانت تستوجب عناية أكبر بدقة المسح الجيولوجي المتعلق بالحقول الفوسفاطية. بالإضافة إلى ذلك، لم تتم دراسة الجدولة الزمنية للشروع في استغلال المناجم الجديدة بشكل كاف بالنظر إلى أهميتها .حيث أن برنامج الإنتاج الممتد إلى أفق سنة 2050 ، والذي يعتبر وثيقة التخطيط المرجعية، اقتصر على تحديد المناجم الجديدة دون الإشارة الى العناصر التي أخذت بعين الاعتبار والمعايير المعتمدة لتحديد الأولويات بينها.

وبهذا الخصوص، تجدر الإشارة إلى أن إعداد برنامج الإنتاج سالف الذكر يمكن تحسينه عبر إنجاز دراسة مقارنة بين المناجم الجديدة على أساس معيار نفقات الاستثمار مقابل نفقات التشغيل.

من جهة أخرى، فإن مسلسل التخطيط متعدد السنوات للنشاط المنجمي يستوجب تأطيرا بآلية رسمية وموثقة، حيث إن المسلسل المستعمل حاليا لإعداد برامج التخطيط يتم بطريقة متفرقة بين المواقع المنجمية في غياب وحدة للتخطيط على مستوى إدارة الموقع من أجل تنسيق هذا المسلسل، وجعله متجانسا ومنسجما في إطار رؤية شاملة.

ومن شأن تحسين هذا المسلسل أن يمكن من تجاوز الاضطرابات المتكررة المسجلة على مستوى إنجاز المشاريع المنجمية، والتي تؤثر على تحقيق البرامج الإنتاجية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مسلسل اقتناء الوعاء العقاري اللازم لتطور الأنشطة المنجمية يحتاج إلى تأطير بآلية رسمية وموثقة، تحدد المتدخلين وأدوارهم وقواعد التدبير التي تحكم عملية تحديد وبرمجة الحاجيات العقارية.

ذلك أن كل تأخير في مسلسل الاقتناء ينعكس على توفر الاحتياطي اللازم من الأراضي لتنفيذ برنامج تنمية القدرات الإنتاجية في الوقت المناسب، ويشكل ضغطا على تفعيل هذا البرنامج.

برمجة وتنفيذ برامج الإنتاج

إن مشروع الاستغلال السنوي الذي يعد وثيقة أساسية من أجل برمجة ناجعة الأنشطة الإنتاجية يستوجب إعداده استنادا إلى إطار مرجعي موحد وموثق. ومن شأن ذلك أن يحسن من جودة هذا المسلسل الذي يعتمد حاليا على أسس وطرق حساب ومعايير متفاوتة بين مختلف المناجم، مما ينعكس على جودة المعطيات والإحصائيات المستعملة، ويحد من ملائمتها مع الأهداف المحددة، كما يشكل غالبا مصدر تفاوت مهم بين التوقعات الإنتاجية والإنجازات.

ونتيجة لذلك، يتسم تنفيذ برنامج الإنتاج المعتمد في إطار آلية "تدبير هامش الربح"، بالتغيير المتكرر، خلال السنة، لمسارات الاستغلال المتوقعة التي تبنى عليها مشاريع الاستغلال السنوية لمختلف المناجم.

كما أن بنية جودة الفوسفاط المستخرج في بعض المناجم تظهر وجود فروق مهمة ومتكررة مقارنة بأهداف الإنتاج المحددة في إطار آلية إدارة الهامش السنوية والربع سنوية.

وتعزى هذه الفروق أساسا إلى التغيير المتكرر في توقعات المبيعات التي يفرضها الطلب في السوق، مما يؤثر على ظروف اشتغال بعض المناجم، وعلى تنفيذ برامج اإلنتاج المحددة.

بالإضافة إلى ذلك، يتسم مسلسل استخراج الفوسفاط بعدم استقرار وثيرة الاستخراج خلال السنة، من حيث كميات وبنية الجودة المستخرجة. ويعزى عدم الاستقرار هذا، بشكل رئيسي، إلى قصور في التنسيق بين المراحل التحضيرية للاستخراج التي تتطلب تدبيرا أكثر نجاعة لضمان انتظام أكبر في وثيرة الاستغلال.

معالجة الفوسفاط

لوحظ، بهذا الشأن، أن تدبير مخزونات الفوسفاط يتطلب اعتماد مسطرة تحدد بشكل أساسي المستويات المثلى للمخزونات الواجب توفرها قبل المعالجة وبعدها من أجل ضمان حد معقول من استقلالية وحدات المعالجة، مما يساهم في السير العادي لهذه الوحدات.

ذلك أن التدبير الحالي للمغاسل يجعلها تشتغل في كثير من الأحيان دون مخزونات احتياطية ) en

tendu flux ،)مع ما يمكن أن ينجم عن ذلك من اضطرابات في برامج الإنتاج.

من جهة أخرى، فإن تتبع أنشطة المغاسل في شكله الحالي لا يمكن من توفير قيادة ملائمة.

كما أن مشروع تطوير وظيفة العمليات (process fonction (بالمغاسل سجل تأخيرا في إعماله منذ انطلاقه سنة 2015 ،باعتباره ورشا أساسيا للارتقاء بهذه الوظيفة إلى مستوى الاحترافية بغية بلوغ هدف التميز التشغيلي (opérationnelle excellence (الذي ينشده المجمع.

استعمال معدات الاستغلال

بالرغم من الأهمية القصوى التي يشكلها العتاد في أنشطة استخراج الفوسفاط، فإن تدبيره يشوبه بعض القصور. ويتجلى ذلك أساسا في عدم توضيح وتوثيق كل المعطيات المعتمدة في الدراسات لتحديد عدد الآليات اللازمة في استغلال المناجم، وكذا في غياب مخطط لتجديد حظيرة العتاد والتخلي عن المتقادم منه من أجل ترشيد استعماله.

في نفس السياق، ونظرا لتشعب النشاط المنجمي باعتماده على حظيرة آليات كبيرة ومتنوعة، وكذا تعدد مؤشرات النجاعة اللازمة لتتبعه، فإن الحاجة تبدو ملحة لنظام معلوماتي يمكن من تتبع ملائم من شأنه أن يساهم في ترشيد استعمال حظيرة المعدات.

صيانة معدات الاستغلال

لقد أطلق المجمع مشاريع وأوراش متعددة من أجل تطوير الصيانة باعتبارها دعامة أساسية للرفع من نجاعة العتاد. غير أن العديد من هذه الاوراش يسجل تأخرا مهما، بالإضافة إلى إنجازات متباينة بين الوحدات المنجمية، كما هو الحال بالنسبة لسياسة صيانة المعدات والتجهيزات المستعملة في استخراج ومعالجة الفوسفاط التي لم يتم اعتمادها سوى سنة

2018 بطريقة لاحقة عن انطلاق العديد من مشاريع الصيانة.

كما أن العديد من المشاريع المندرجة في الارتقاء بالصيانة إلى مستوى الاحترافية سجل تأخيرات متكررة، مما يؤثر على إنجازها وتعميمها. ويتعلق األمر أساسا بمشروع تسريع الاشتغال بنظام تدبير الصيانة بمساعدة الحاسوب (GMAO (ومشروع الارتقاء بمكاتب التنظيم (méthodes de bureaux ،(بالإضافة إلى مشروع تدبير أجزاء الآليات وقطع الغيار.

وفي نفس الاتجاه، تتسم أشغال الصيانة بنقص على مستوى استعمال الصيانة الوقائية، وعلى مستوى تنفيذ الأشغال المخططة، حيث لازالت المؤشرات الخاصة بها دون الأهداف المحددة من طرف المجمع، مما ينعكس على نجاعة الصيانة ويؤثر على أنشطة الاستغلال.

وعلى مستوى الموارد البشرية، تم تسجيل نقص بأغلب الوحدات في العديد من الاختصاصات والمهارات الضرورية لإنجاز أشغال الصيانة في ظروف ملائمة.

ويضاف إلى ذلك، التأثير الذي يشكله عدم تجانس حظيرة المعدات على أشغال الصيانة، إن على مستوى كلفتها أو توفر الموارد البشرية المؤهلة لإنجازها بالنسبة ألأنواع مختلفة من المعدات.

الأثر البيئي للنشاط المنجمي

رغم التدابير المهمة التي اتخذها المجمع للحد من الآثار البيئية لأنشطته المنجمية، فقد تم تسجيل بعض النقائص التي يتعين تجاوزها.

فعلى مستوى إعادة تأهيل الأراضي المستغلة، وبالرغم من التقدم الملموس الذي تم تسجيله خلال السنوات الأخيرة في إطار برنامج التميز

البيئي الذي أطلقه المجمع، فإن المساحات غير المعالجة المتراكمة بعد فترات طويلة من الاستغلال تتطلب مجهودا إضافيا من أجل إعادة تأهيلها.

كما تم تسجيل استمرار الإشكالية المرتبطة بتصريف الأوحال الناتجة عن غسل الفوسفاط التي تعرف تناميا مستمرا لمساحات الأحواض المستعملة لتخزين هذه الأوحال، مما يؤدي إلى استهلاك مساحات مهمة من الاراضي.

آخر الأخبار