إلى قيس سعيد..أين الشغل حتى يؤدي التونسيون ضريبة يوم عنه؟

الكاتب : الجريدة24

24 أكتوبر 2019 - 06:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

يوم عمل لكل مواطن تونسي، دعما للميزانية وإنعاش الصندوق. اقتراح جاء به الرئيس التونسي المنتخب حديثا، في أول خطاب يلقيه واستعرض فيه برنامج عمله والحلول الممكنة لتنمية البلاد.

لكن أين الشغل حتى يؤدي المواطن يوم عمل عنه؟. هذا هو المشكل ولو كان الحل مقبولا ظاهرا لما ستضخه المبادرة من أموال هائلة في خزينة الدولة، يمكن أن تكون رأسمالا لإطلاق مشاريع ومحاربة أشكال التهميش والإقصاء والحرمان.

قبل أن يقترح الرئيس ذلك، كان عليه أن يفكر مليا في الحلول الناجعة لٱفة البطالة والبحث عن شغل لكل التونسيين، خارطة طريقهم للحياة الكريمة، وهو أول الملفات التي يجب الانكباب عليها كما الجوانب الاجتماعية الكفيلة بضمان الاستقرار ومنها الحق في الصحة والتعليم والولوج لكل الخدمات والمصالح.

إنعاش الميزانية حل ممكن لكن ليس على حساب المواطن البسيط الذي يكابد من أجل لقمة العيش في ظل انتشار البطالقدة والفقر بأرقام مخيفة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم كله وليس تونس أو أي بلد عربي ٱخر تواق الانعتاق منها.

عيب دول العالم الثالث وليس العرب فقط، أن حكامهم لا ينكبون كثيرا على الجانب الاجتماعي  ويسعون إلى حلول على حساب المواطن بإقرار ضرائب أولى ذوو النفوذ المالي والسياسي بأدائها وهم المالكون لمفاتيح الثروة ويمسكون الاقتصاد من عنقه ويتحكمون في دواليبه حسب هواهم ومصالحهم.

قد يبدو حل مٱزق الاقتصاد والجوانب الاجتماعية، صعبا لكنه ممكن وليس مستحيلا بمبادرات بسيطة ليس على حساب المواطنين البسطاء، ومن ذلك إحداث صندوق التكافل الاجتماعي ينعش من خصم في الرواتب والتعويضات الضخمة لكبار رجال الدولة والموظفون السامون، ولو بنسب قليلة يمكن أن تجمع مبالغ خيالية تكون خارطة طريق ناجعة لمعالجة المشاكل الاجتماعية التي عادة ما تكون سبب الغضب الشعبي الذي كان وراء ثورات الربيع العربي التي لم تكن ناجحة في غالبيتها، في تجاوز الوضع المحتج عليه سواء في تونس أو مصر أو غيرهما.

المشكل في غياب الإرادة الحقيقية لخدمة الوطن بوطنية ونكران للذات أولا، ما يحتاجه حكام عادة ما يلجؤون احاول بسيطة للحفاظ على كراسيهم، أكثر من سعيهم لتنمية البلاد، حيث يصبح الكرسي أهم من الحلول أحيانا، بمبادرات تغلف لمحاربة الفساد والحساب والعقاب، دون انكباب جدي على البحث عن منابعهما وتحقيق الإقلاع، وهنا المشكل المفرمل لكل أحلام الشعوب المقهورة.

آخر الأخبار