سلوى بوزوبع تتحدى الرجال بامتهان الجزارة

الكاتب : انس شريد

07 مارس 2019 - 08:00
الخط :

بحي درب السلطان بالدار البيضاء حيث يتواجد العديد من الجزارين يبيعون جميع أصناف  اللحوم داخل السوق البلدية تتواجد جزارة سلوى بوزوبع الأم لثلاثة أبناء، اثنين منهما يتابعان دراستهما بالتعليم العالي، والثالث بالسنة الأولى من الباكالوريا، قد امتهنت مهنة تعتبر حكرا على الرجال فقط .

وورثت سلوى بوزوبع سر المهنة من أبيها  منذ كانت في سن الحادية عشرة من عمرها ، فهي كلما غادرت مدرستها الابتدائية، تزور والدها في دكانه لمساعدته، مما أتاح لها أن تتعلم أصول المهنة في سن مبكرة وتصبح جزارة ممتازة.

فعندما حازت سلوى على شهادة الباكالوريا، قررت عدم استكمال دراستها وأن تحمل لواء الكفاح عن أسرتها بعد مرض والدها الشديد الذي أقعده الفراش، بكون الأسرة لم يكن لها أبناء ذكور لتتحمل المسؤولية.

فهي تبدأ يومها من الساعة التاسعة صباحا الى الساعة الرابعة بعد الزوال، في كفاح يومي لإثبات جدارتها لتحمل هذه المسؤولية، و إيجاد موقع لها بين زملائها في الحرفة الذين أغلبهم من الرجال ولكنها كسبت إحترامهم.

وعلى مدار ثلاثين سنة أصبحت سلوى من أشهر النساء في مهنة الجزارة بالدار البيضاء إذ يحج إليها يوميا المئات من البيضاويين، حيث اعتاد عدد كبير منهم ارتياد الدكان من خلال تقديمها لبضاعة متنوعة تعتمد على  الجودة في اللحوم من حيث نظافتها  وخصوصا لحم الجمل.

وكشفت لنا سلوى عن افتخارها بما أنجزته طيلة ثلاثة عقود من العمل، من خلال حفاظها على زبائنها، وتقديمها للحم الجمل بطريقة متنوعى مع الثوم وبعض الأعشاب العطرية، مؤكدة أنه يعجب كثيرا زبناءها .

وعن سؤالنا حول هل المهنة حكر على الرجال فقط أجابتنا دون أن تفارقها ابتسامة أنها ليست مهنة خاصة بالرجال فقط، بل على العكس من ذلك، خاصة وأن النساء اقتحمن جل المجالات وأصبحت تتحدى الرجال.

وقد نجحت السيدة بوزوبع في التزاوج بين دورها كمربية وزوجة ثم كأشهر جزارة بسوق الجميعة كما حافظت على احترامها من لدن المهنين والزبائن الذين يحجون من كل أحياء العاصمة الإقتصادية  لأجل اقتناء لحوم الشواء المعطرة بأعشاب طبيعية وخاصة محبي لحم الإبل.

آخر الأخبار