بعد ترشح بوتفليقة.. ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

الكاتب : وكالات

04 مارس 2019 - 08:30
الخط :

تقدمت حملة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بأوراق ترشحه، فيما انسحب آخرون من السباق الرئاسي، وبقي البعض على قرارهم بالمنافسة، لكن المشهد السياسي لم يحسم بعد.

وفشلت المعارضة الجزائرية رغم عدد من الاجتماعات بالتوافق على مرشح واحد لمنافسة الرئيس الذي يرغب بولاية خامسة، رغم الحالة الصحية التي منعته حتى من تقديم أوراق الترشح.

ولا يزال الرئيس بوتفليقة يتلقى العلاج بسويسرا بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية على الأرض، والتي لم يسبق أن خرجت بهذا الزخم احتجاجا على ترشح الرئيس الذي نجح في أربع ولايات سابقة رغم ظروفه الصحية.

فشلت أحزاب من المعارضة الجزائرية السبت، مجددا في الاتفاق على مرشح توافقي لمواجهة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنها أصدرت بيانا دعت فيه الجيش إلى حماية "مصالح الشعب".

ودعت أحزاب المعارضة إلى مواصلة الحراك الشعبي ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، رافضة أي "التفاف على مطالب الشارع".

وبعد انسحاب عدد من الرموز المعارضة التي كانت تنوي دخول المعركة الانتخابية، مثل الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، ورئيس الحكومة السابق، علي بن فليس، وتصويت مجلس شورى حركة مجتمع السلم لعدم خوض المعركة، يبقى المشهد الجزائري غير واضح.

ويرى مراقبون الأمر أحد اثنين؛ انسحاب المرشحين مقابل بوتفليقة وحصوله على عهدة خامسة، أو تدخل الجيش إلى جانب المحتجين في الشارع.

الكاتب والإعلامي الجزائري، جمال طالب، رأى أن ما يجري في الجزائر الآن تجاوز المعارضة، ولم يعد متعلقا بها، وإن من يصر الآن على المشاركة في السباق الانتخابي إنما يمارس تضليلا بحق الشعب.

ولفت إلى أن ما يحدث الآن "مهزلة"، بترشيح شخص عن بعد وهو مريض قابع في سويسرا، ويتلو رسالة نيابة عنه تقول إنه مستعد لانتخابات مبكرة بعد عام من الآن.

وأكد طالب أن الكل يعرف على وجه اليقين أنه لا يمكن لأحد أن ينافس بوتفليقة، مذكرا بانتخابات 2014 التي انسحب منها علي بن فليس بعد أن ادعى أنه قادر على المنافسة.

وأشار إلى أن هنالك عصابة تريد البقاء في السلطة باسم بوتفليقة.

وتابع طالب بأن القرار الآن مرتبط بقيادة الجيش التي يمكن أن تحمي المتظاهرين في الشارع، مؤكدا أن النظام الجزائري لا يجب أن يكرر ما فعله النظام السوري.

ولفت إلى أن التهديد الحقيقي للبلاد هو فرض رجل عاجز على الشعب الجزائري الذي ضاق ذرعا هذه المرة، فقرر النزول إلى الشارع.

وذكّر بأن الشعب الجزائري تعرض في المرة السابقة إلى التخويف والتلويح بأن البديل لبوتفليقة هو الإرهاب وتنظيم الدولة.

وختم بقوله إن الشعب الجزائري يشعر بالإهانة بسبب ما يعرض على قنوات التلفزة الدولية، وعندما يغادر إلى البلاد الأخرى، بسبب وجود بوتفليقة المريض في سدة الحكم.

في سياق متصل، قال السفير الجزائري بفرنسا، عبد القادر مسدوة، إن ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، بمثابة "كفاح أخير يتمثل في تسليم المشعل للشباب"، مؤكدا أنه ما زال حيا ويتمتع بعقل شاب عشريني.

وأكد مسدوة خلال استضافته على القناة الإخبارية الفرنسية "سي نيوز"، أن الرئيس بوتفليقة "هو من يقرر ولا أحد يفرض عليه شيئا"، لافتا إلى أنه "هو من يحكم ويقرر وليس النظام".

الصحافية الجزائرية، ليلى حداد، قالت إن المعارضة الجزائرية لم تكن واضحة، وانتاب الغموض المشهد بين معارضة موالية وأخرى أعربت عن رغبتها بالترشح.

وأشارت إلى أنه لا يمكن الحديث عن انسحابات، إذا بعض رموز المعارضة لم يتقدموا فعليا بأوراق الترشح، وعلي بن فليس على سبيل المثال لم يكن واضحا ومباشرا.

وتابعت بأن المشهد في الجزائر الآن سيريالي، ولا يمكن أن يقبله عقل، وأشبه بما يجري في أفلام الخيال.

وأشارت إلى أن ترشح بوتفليقة لا تتوفر به الشروط القانونية، في حين يقبع في مستشفى بالخارج لتلقي العلاج.

وأكدت حداد أن الشعب الجزائري سوف يبقى في الشارع، لوضع نقطة في آخر السطر تنهي وجود بوتفليقة على رأس السلطة في الجزائر.

ورأت أن الجيش الجزائري سيقف في نهاية الأمر إلى جانب الجموع على الأرض، وأن بوتفليقة لن يحكم يوما واحدا بعد انتهاء ولايته الحالية.

دولية