هذه خلفيات استقالة كولر من تدبير ملف الصحراء

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

23 مايو 2019 - 02:30
الخط :

بعدما أعلن الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن استقالة المبعوث الشخصي إلى الصحراء، هورست كولر، من هذه المهمة، يشك الرأي العام الدولي والمهتمين بملف الصحراء في جدية الأسباب التي برر بها كولر الاستقالة، والتي قال إنها أسباب صحية.

وفي هذا السياق، نبه الخبير في ملف الصحراء والعلاقات الدولية، أحمد نور الدين، إلى أن هناك ثلاث زوايا يمكن أن نقرأ منها استقالة كولر من مهمته.

الزاوية الأولى تتمثل في الظروف الصحية التي تحدث عنها الناطق الرسمي باسم الأمين العام، إذ أشار نور الدين إلى أنه يمكن أن تكون هذه الأسباب التي برر بها كولر استقالته حقيقية، ولكن يمكن أن تكون ذريعة لاخفاء الأسباب الحقيقية، يقول المتحدث.

أما الزاوية الثانية أو السبب الآخر الذي يمكن أن يكون وراء استقالة كولر تتمثل في كون هذا الأخير ربما قد وصل إلى الباب المسدود في الملف الذي كلف به، أي الصحراء، وفشل في ايجاد المخرج لتقريب وجهات نظر الأطراف الدولية أو الأطراف المعنية مباشر بهذا الملف.

وبين المتحدث ذاته، في تصريح "للجريدة24" أن كولر ربما فشل في التوصل لأرضية تكون منطلقا للمفاوضات حول ملف الصحراء وذلك بعد ثلاث جولات من المشاورات بين الأطراف المعنية.

ولفت المتخصص في ملف الصحراء، إلى أن كولر قد يكون رفض أن يكون "كومبارس" بعدما تأكد بان المواقف المعبر عنها خلال الجولات الثلاث للمشاورات التي جرت خلال الأشهر الماضية بجنيف متناقضة تماما ولا يمكن معها التوصل لحل متوافق عليه، لاسيما بعدما تشبث المغرب بمقترحه القاضي بالحكم الذاتي الموسع، في الوقت الذي يطرح الطرف الثاني المقابل للمغرب مقترح العودة إلى نقطة الصفر، أي العودة إلى خيار تقرير المصير والقيام بالاستفتاء في الصحراء، رغم أن هذه الأطروحة فجرها أول الأمر مقترحيها، أي الجزائر والبوليساريو.

أما الزاوية الثالثة، يضيف أحمد نور الدين، هو ما تضمنته الفقرة 74 من تقرير أبريل 2019 حول الصحراء، والذي أشار في الملاحظات والتوصيات التي تضمنها، إلى أن المجتمع الدولي منقسم، ولا توجد إرادة سياسية واضحة لحل المشكل، سواء من قبل الأطراف المتنازعة أو من قبل المنتظم الدولي.

وما يفسر هذا الكلام، يقول أحمد نور الدين، هو عودة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، والقوى الكبرى، مشيرا إلى أن "هناك من يريد العودة بملف الصحراء إلى نقطة البداية، أي العودة إلى خيار الاستفتاء، وهناك من يرغب في انهاء بعثة المينرصو في الصحراء، وهناك من يحاول أن يمسك العصا من الوسط في هذا الملف، وهو الطرف الفرنسي.

وتابع المتخصص في ملف الصحراء بالقول إن كولر ربما أحس أن المجتمع الدولي ليست له إرادة سياسية لحل نزاع الصحراء، ولذلك نأى بنفسه عن أن يكون مجرد كومبارس في الملف، الذي لا أحد يريد أن تكون له نهاية.

آخر الأخبار