أعضاء من البيجيدي يوجهون نداء تحذير لقيادة حزبهم

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

21 يوليو 2019 - 11:15
الخط :

في سياق الأزمة الداخلية التي يمر منها حزب العدالة والتنمية على خلفية الموقف من الهندسة اللغوية التي جاء بها مشروع قانون الاطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وجه عدد من أعضاء "البيجيدي" نداء لقيادة حزبهم والمسؤولين به.

النداء شدد على أن المرحلة الحالية التي يدبرها سعد الدين العثماني، بصفته أمينا عاما للحزب، تشهد على فشل واضح، وبصمت على تراجعات همت مختلف المستويات التدبيرية.

واعتبر الموقعون على النداء أن "حزب العدالة والتنمية شهد منذ لحظة إعفاء رئيس الحكومة السابق، الأمين العام السابق للحزب وما تلا ذلك من فشل واضح في تدبير المرحلة وما أعقبها، تراجعات واضحة همت مختلف المستويات".

هذه التراجعات حسب النداء "أنتج سيادة الشعور بالتيه وفقدان البوصلة وبدايات تفلت مقومات مشروع سياسي كبير، استمد أسس قوته وحصانته من وضوح خطه السياسي وانسجام قراراته التدبيرية مع مرجعيته الفكرية وهويته السياسية القائمة على الانتصار للاختيار الديمقراطي وتكريس الارادة العامة والوفاء لمعاني التمثيلية وشرعيتها بما هي صدق مع الذات ومع المناضلين والناخبين وعموم المواطنات والمواطنين، مهما بلغت الاكراهات التي لم تخل منها أي مرحلة من المراحل التي مر منها الحزب منذ تأسيسه".

وشدد ذات المصدر أن توالي الأحداث كشفت "تخبط القيادة الحالية وارتباكها ونزوعها المنهجي للتبرير والتسويغ مما أفقدها القدرة على الإقناع وعلى التعبئة الإيجابية، حتى صار سلاحها في مواجهة الرأي المختلف هو إعمال المساطر الانضباطية وتبني منهج العقاب على قاعدة الاستحكام التنظيمي الذي يقتل الحرية والمبادرة ويزرع بذور النزاع والشقاق، ويذكي نار الخلافات والحسابات والعداوات، بعيدا عن رهانات الحزب الحقيقية المتمثلة في محاربة الفساد والاستبداد والوفاء لنهج الإصلاح".

وقال الموقعون على النداء إن هذا الأخير يسعى الى "التحذير من خطورة تجاهل نبض المناضلين ومعه نبض الشارع وتقييمات عموم المواطنات والمواطنين الذين يعتبرون في غالبيتهم أن الحزب، بدأ يحيد عن منهجه وبدأ يغير جلده بدعوى التوافقات والضغوطات و تعقيد السياق، وهو ما يهدد بجعله أقرب إلى باقي الأحزاب السياسية التي لفظها المغاربة بعد أن تأكد لهم أن نخبها خضعت للتدجين، وانهارت مقاومتها أمام إغراءات السلطة وإكراهاتها"، وفق المصدر.

ولفت إلى أن "ارتباك موقف الحزب في قضية لغات التدريس وما واكبه من سوء إدارة النقاش حولها، لم يكن إلا استمرارية لسلسلة من المواقف التي حادت عن منهج الحزب، وهو ما يفاقم الوضع الداخلي ويعمق الفجوة مع امتداد الحزب الشعبي رغم تمسك القيادة الحالية بخطاب العافية التنظيمية وخطاب تفعيل المساطر والأنظمة بعيدا عن النقاش الهادئ والعميق".

وتابع النداء أن "مختلف مؤسسات الحزب أصبحت عاجزة عن احتضان النقا الهادئ والعميق، بسبب تراجع منسوب حرية التعبير عن الرأي واستحكام آليات متعددة لإضعاف الرأي المختلف وأصحابه وعلى رأسها الآليات التنظيمية وهو ما يرصده ويلاحظه المناضلون في صمت".

النداء نفسه نبه إلى أن أخطر ما أصبح عليه حزب العدالة والتنمية خلال المرحلة الحالية هو ان "المسار التراجعي بدأ يعرف طريقه إلى المأسسة، بل والتأصيل النظري من خلال منهج تبريري مخيف".

ودعا الموقعون على النداء إلى ما سموه "تصحيح المسار لحاجة بلدنا إلى حزب وطني ذي مصداقية قادر على التعبئة المجتمعية لمختلف مشاريع الاصلاح".

سياسة