كمامات "الريكلام" وفيروس كورونا المتربص

الكاتب : الجريدة24

26 أغسطس 2020 - 03:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

فتحت إلزامية ارتداء الكمامة حماية من انتشار فيروس كورونا، شهية مضاربين سارعوا الزمن للكسب الوفير ولو على حساب صحة الأشخاص وسلامتهم، مستغلين تراخي السلطات في محاربة تجارتها غير المنظمة بعدما أضاقت الخناق على أمثالهم واعتقلت الكثير منهم مع بداية انتشار الوباء.

تغض السلطات الطرف عن تجارة ملغومة لكمامات قد تكون سببا مباشرا في انتقال العدوى في غياب الشروط الوقائية اللازمة لعرضها للبيع خاصة أمام بروز تجار متجولين عليها أو عرضها جملة للبيع على شكل "ريكلام" دون اعتبار لسلامة زبناء يتسابقون لاختيار الجميل منها ولو من "العرام".

كمامة للقياس

"كمامة ب3 دراهم، وجوج ب100" يصيح بائع متجول بحثا عن زبناء بين رواد مقهى لم يرتدي الكثير منهم الكمامة أو وضعها في أذنه أو عنقه أو جبهته، كما لو كانت "ديكورا" أو مجرد وسيلة لاتقاء غرامة 300 درهم، لا أداة للوقاية من فيروس لا يرحم الكبير والصغير، والمريض والمعافى.

ليس هذا البائع المتجول، الوحيد الذي اختار تجارة الكمامات والبحث عن زبناء بين رواد المقاهي، بل منهم عدد كثير وجد فيها ينبوع كسب وفير في زمن استثنائي، دون اعتبار لمخاطر تجارة قطع ثوب غير مغلفة أو موضوعة بشكل وقائي يقي الناس شر انتقال العدوى أمام إمساك الكثير منهم، بها.

يصر كل زبون يريد اقتناء بضاعته الرائجة، على الإمساك بها للتثبت من جودة الثوب وما قد يرسم عليه من شعارات فرق رياضية مشهورة، طمعا في زبناء يغريهم ارتداء كمامات بشعارات الماص والبارصا والريال والباييرن وفرق عالمية، ولو كان في ذلك خطر محدق أمام تكرار لمس الكمامة الواحدة.

كمامات ملغومة

شعارات الفرق المثبتة على الكمامات، حيلة لجأ إليها صانعوها وتستهوي تجارا ليس من الباعة الجائلين وباعة السجائر بالتقسيط، فقط، بل حتى عارضوها فوق قطع خشبية بالشارع العام دون اعتبار لما قد تجمعه من غبار أو عرق ماسكيها ممن قد يكون بينهم مصاب بفيروس كورونا ينقله لمقتنيها.

مشاهد مسك رزم الكمامات بمختلف الأشكال والألوان، أو عرضها للبيع عشوائيا أرضا وحملا، مألوفة بعدة شوارع وأزقة بفاس على سبيل المثال وتكاد تكون صور مشتركة بين عدة مدن، خاصة في شارع للامريم وسط المدينة الجديدة وأمام أعين الجميع، دون تدخل على الأقل من باب التوعية والإشعار.

الكثير من الزبائن يقبلون على شراء هذه الكمامات المعروضة للبيع أرضا أو محمولة من طرف باعة في غياب وسائل الحماية والوقاية اللازمين، في غفلة من الجميع بمن فيهم مسؤولون ممن مفروض أن يكونوا أكثر حرصا على سلامة مشتري كمامات ملغومة بالنظر لطريقة عرضها للبيع.

فيروس متربص

بيع الكمامات دون الاهتداء لمصدرها وما إذا كانت صالحة من عدمه، وأمام أعين الجميع حتى المكلفين بحملات التوعية والتحسيس والزجر، حقيقة قائمة كما غياب شروط الوقاية أثناء عرضها للبيع خاصة من طرف باعة السجائر بالتقسيط، وعارضيها في "رحبات" وبشكل قد يساهم في انتقال العدوى.

السلطات والمصالح المعنية، مطالبة بحماية صحة وسلامة الناس على الأقل من تلك الكمامات مجهولة المصدر والمباعة علانية وفي غياب شروط الوقاية، ولو كانت قطع ثوب مغرية لعشاق كرة يحركهم حب فرق يقتنون شعاراتها ولو كانت فوق كمامات ملغومة تجعل الفيروس أكثر تربصا بهم.

"ما كل شيء يلمع، ذهبا" مثل لا تخفى رسالته التنبيهية، ونحتاج تنبيه زبائن الكمامات إليه، فما كل كمامة تحمل شعار فريقك المحبوب، تصلح لأن توضع فوق فمك وأنفك، فقد تكون قاتلة وناقلة للفيروس، إذا علمنا أن أيادي كثيرة جربت لمس نعومتها، وقد تكون بينها يد موبوءة تنقل إليك الداء والوباء.

آخر الأخبار