بعيش حزب التجمع الوطني للأحرار على صفيح ساخن بسبب التوترات والتقاطبات داخلة بين الاعضاء، وتزداد هذه التقاطبات حدة كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية والترابية بمستوياتها الثلاثة المرتقبة مبدئيا صيف العام المقبل.
ويعبر مختلف المناضلين بحزب التجمع الوطني للأحرار، منهم قياديون سابقون بالحزب، عن مواقف غاضبة من عزيز أخنوش والقيادات المحيطة به التي تشرف على تدبير الشؤون السياسية والتنمية للحزب، وهي تعبيرات تصل من جنوب المغرب كما شماله.
ففي جهة الشمال، هاجم مناضلون بحزب الحمامة، رشيد الطالبي العلمي، القيادي بالحزب، واصفين بعض قراراته "بالحقودة"، متهمين اياه بتعيين شخصيات في الإدارة التنظيمية للحزب بالجهة لا تتمتع بالكفاءة النضالية المطلوبة وفي المقابل يتم تصفية المنتقدين للسياسة التنظيمية التي تنهجها القيادة الوطنية.
ومن بين الانتقادات التي وجهها مناضلون بحزب الحمامة بالشمال، احتجاجهم على التمكين لعمر مورو، ليكون رئيسا لفيدرالية غرف التجارة والصناعة والخدمات، بعدما جعل منه الطالبي العلمي، في وقت سابق، عضوا بالمكتب السياسي ومنسقا لعمالة طنجة ضدا على إرادة الكثير من المناضلين، حسب تدوينات لمناضلين بالحزب اطلع عليها "الجريدة24".
وعاب المصدر ذاته كون عمر مورو بالكاد يمتلك وكالة تأمين ولذلك لا يرقى لأن يكون رئيسا لفيدرالية، بخلاف قيادة أخرى بالحزب تتمتع بالكفاءة والرصيد والخبرة والتجربة، واصفين هذه القرارات التي تتخذها قيادة حزب الحمامة مركزيا بالعبث والحقد وممارسة سياسة اقصاء ابناء الحزب و دعم كل وافد جديد لا تاريخ له، حسب التعبيرات ذاتها.
ومن جنول المغرب، لا تزال الانتقادات الحادة التي يوجهها القيادي بحزب أخنوش، عبد الرحيم بوعيدة، لقيادة الحزب، تلقي بثقلها وسط قواعد الحزب، لاسيما جنوب المغرب.
وكتب بوعيدة مستغربا طريقة إدارة الشؤون التنظيمية بحزب التجمع الوطني للأحرار، مؤكدا وجود حالة من الاستياء داخل الحزب، مشيرا إلى أن الكل بالحزب يدرك ولادة هذا الاستياء ونشأتهن في إشارة إلى أن هذا الاستياء ظهر منذ تربع القيادة الحالية على عرش حزب الحمامة.
وأشار بوعيدة إلى أن القيادة الحالية تسير بخطة ثابنة نحو قتل حزب التجمع الوطني للأحرار. وقال في هذا السياق "لا أفهم جيدا المنطق الذي تدار به الأمور داخل بيت الأحرار، لكني متتبع جيد لحالة الإستياء العام التي يعيشها هذا الحزب الذي ندرك جيدا ولادته ونشأته، لكننا لانفهم اليوم طريقة موته التي يسير لها بخطى ثابته وبتصميم من قيادته..".
وشدد على أن حزب التجمع الوطني للأحرار اليوم يدار بمنطق "المقاولة، وبعقلية الباطرونا وليس بحس السياسي وتوقعاته، لذا يحتاج لمشرط الجراحة عله يجتث جذور من اوصلوه لهذا المصير دون حتى علم زعيمه..".
ولفت عبد الرحيم بوعيدة الذي سبق أن تم الاطاحة به من قيادة جهة كلميم واد نون من قبل قيادة حزبه قبل خصومه، إلة أنه "لست شامتا ولا متشفيا في حزب الأحرار ولا حتى ناصحا، لكني لازلت إلى اليوم أحمل لون هذا الحزب في جهة فريدة ساهم الحزب نفسه في وأد تجربتها عن سبق إصرار وترصد..".
ودعا القيادي التجمعي إلى عقد مؤتمر استثنائي لمحاولة انقاذ الحزب من المضي نحو نهايته. وتساءل "من يقود اليوم حزب الأحرار وإلى أين به يسير؟". وأضاف "أليست الحاجة ملحة لعقد مؤتمر استثنائي لإختيار قيادة جديدة بمنطق الديمقراطية لا بسياسة الأمر الواقع الذي أنتج قيادة بإجماع غريب ؟؟".
ونبه إلى ان هناك "أسئلة كثيرة وغيرها تنتظر إجابات، ومناضلون غاضبون في كل جهات المملكة ومستقبل غامض وقيادة تركت المقود لبعض الأشخاص حتى تحول الحزب لمجنون يقوده أعمى..".
ودعا عبد الرحيم بوعيدة إلى تشكيل حركة تصحيحية من داخل الحزب لمواجهة القيادة التجمعية الحالية، إذ قال "اليوم يجب أن نطرح الأسئلة للنقاش دون مواربة ولا خوف، يحتاج الحزب لحركة تصحيحية تخرج من صالونات التنظير ومواقع التواصل الاجتماعي إلى العلن لتعلن القطيعة أو الحوار.. الإستمرار او الإنسحاب الجماعي.. فأرض الله واسعة على حد تعبير المرحوم اليوسفي.."
وشدد على أنه "شخصيا ونحن مقبلون على دخول سياسي بطعم ولون كورونا علي أن أختار.. لأن البقاء في حزب يحارب نفسه ويقتل نفسه أشبه بانتحار مالم يتدارك حكماء ومؤسسو الحزب ومناضلوه الحقيقيون الموقف..".