الدخول الاجتماعي والسياسي الجديد.. ما الذي يخبئة للمغاربة والفاعلين السياسيين؟

يتوقع الكثير من الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين وحتى المدنيين وعموم المغاربة المهتمين، دخولا سياسيا غير عادي، بعد التطورات التي عرفها العالم والمغرب بالخصوص، متأثرا من تداعيات وباء كورونا.
وبسبب المخلفات السلبية والتأثيرات التي تسببت بها جائحة كورونا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي، قال محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية، إنه سيكون أمام الحكومة والبرلمان ملفات شائكة ستتطلب منهما الكثير من العمل من أجل مواجهتها، وبذلك لن يكون هذا الدخول السياسي طبيعيا، حسب المتحدث.
زين الدين أضاف، في حديثه "للجريدة24"، أن الدخول المدرسي والتناقضات التي سيعرفها في ظل وباء كورونا، سيكون أحد الملفات التي سترهق كاهل الحكومة، وحتى البرلمان، من أجل ايجاد الحلول للعديد من الاشكالات التي ستواكب المسألة التعليمية في المغرب خلال هذا العام، تنضاف إليه أزمة الشغل، بالنظر إلى أن وباء كورونا تسبب في فقدان حوالي مليون منصب شغل، حسب الارقام والاحصائيات المصرح بها.
وتابع أستاذ العلوم السياسية أن ما سيزيد الطين بلة، أزمة التوافقات السياسية داخل البيت الحكومي، والخلاف حول الأداء الحكومي، لاسيما بعدما عصف كورونا بكل الفرضيات والبرامج والمخططات التي كانت تنوي الحكومة إنجازها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بالخصوص.
هذه الأزمات وغيرها، حسب زين الدين، ستستدعي من جديد النقاش حول كفاءة بعض أعضاء الحكومة في مواجهة الأزمات، وستدفع إلى تعالي المطالب بإجراء تعديل حكومي، الأمر الذي سيجعل إمكانية إجراء التعديل الحكومي واردا، يقول محمد زين الدين.
سخونة الدخول السياسي، يضيف الأستاذ الجامعي نفسه، سيزيد بإستئناف المشاروات السياسية بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية من أجل تنظيم الانتخابات البرلمانية والترابية خلال العام المقبل، 2021، حيث ستتعالى بعض المطالب من جديد حول العتبة والتقطسع الانتخابي بالخصوص، الذي يتحكم بشكل كبير في تحديد الخريطة السياسية خلال الانتخابات المقبلة.
هذه التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تسبب فيها بالخصوص وباء كورونا، والسياق الذي اجتاح فيه المغرب، سينعكس سلبا، حسب زين الدين، على المستوى الاجتماعي، بتراجع القدرة الشرائية للمواطن المغربي، وإنهاك ما تبقى من الطبقة المتوسطة في المغرب، إثر حجم البطالة وقلة فرص الشغل الذي خلفها الوباء، والتضييق على الحركة التجارية بفعل الاجراءات الاحترازية التي تفرضها السلطات العمومية، محاولة منها التحكم في قوة انتشار الفيروس بين المغاربة.
ولم يخف الأستاذ الجامعي نفسه، أن ملفات ذات الصلة بالعلاقات الدولية بدورها، التي تأثرت كثيرا بفعل الجائحة، ستكون حاضرة بقوة خلال الدخول السياسي المرتقب، ولاسيما من يجري في منطقة الساحل والصحراء، وما يجري في مالي وغياب الاستقرار بليبيا وتصدع العالم العربي.
وخلص زين الدين بالقول إن الحكومة والبرلمان سيكونان أمام ملفات صعبة الادارة، وسيكون عليهما بذل جهود كبيرة جدا من أجل توفير الأمن المجتمعي بسبب التداعيات السلبية لوباء كورونا.