ترميم قصبة أكادير أوفلا... من الخراب إلى الأثرية

أمينة المستاري
بعد النقاش الدائر في الفيسبوك حول تهديم تاريخ مدينة أكادير ومحو آثارها التي كانت قائمة قبل الزلزال، أكد المشاركون في ندوة صحفية أن الصورة التي قدمت مغلوطة، وأنه بعد دراسة امتدت لأشهر حول وضعية أكادير أوفلا.
لمعرفة شكل المدينة قبل الزلزال وما أضيف بعد الزلزال، قبل البدء في إنجاز المشروع الضخم الذي يروم إعادة الحياة للقلعة مع احترام للمعايير والرمزية التي تشكلها ( قبور....)،
بعد تعثر المشروع الذي كان من المرتقب أن ينجزه الأمريكيون على مساحة 120 متر، وتمت إعادة التمويل لهم، قبل أن يتم التوقيع على المشروع الحالي المتكامل في إطار تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020-2024، والذي يندرج ضمن الاتفاقية الإطار المتعلقة ببرنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020- 2024 الموقعة في 4 فبراير 2020،أمام أنظار جلالة الملك محمد السادس،
رصدت له مبلغ 120 مليون درهم ويستند على بروتوكول علمي متعدد التخصصات (علماء الآثار والمؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا والمهندسون المعماريون والمهندسون المدنيون) وفقًا للمبادئ العلمية والتشاركية مع تعبئة أحدث تقنيات الرقمنة في التوثيق و الحفظ.
أكادير أوفلا المقابلة للبحر، التي عملت التغيرات الجغرافية على تحويلها إلى صخرة، قام السعديين بعد تحالفهم قبائل مسكينة على طرد المستعمر، وعرفت زلزالا أقبر كل من عليها من مسلمين ويهود ومسيحيين حتى جعلها رمزا للتاريخ والمغرب المتنوع.
ويروم المشروع، الذي عرف بداية أشغال الترميم بعد عيد الأضحى، الحفاظ على هوية و ذاكرة الموقع و استعادة ذاكرته وتعزيز جاذبيته وزارة الثقافة، الجهة، جماعة أكادير، الأوقاف والشؤون الإسلامية...
المهندسة المكلفة بالمشروع سليمة الناجي، انتقدت خلال الندوة عمليات الترميم السابقة التي استعمل فيها الاسمنت المسلح الذي أثر على الطين الأصلي الذي بنيت به القصبة، تحول إلى ما يشبه"الرماد".
ويهم المشروع إزالة اللواقط الهوائية تدريجيا، وإزالة ضريحين بنيا بشكل عشوائي ليتم إعادة بنائهما بمكونات طبيعية متناغمة، وإنجاز مسار علوي بالخشب بمعايير دولية يقاوم عوامل التعرية، وسيتم استيراده، إضافة إلى مقاهي ومقاصف ومنصة استقبال...وحتى تتحول قصبة أكادير أوفلا إلى مزار وطني يراعي حرمة المكان " قبور مجهولة"، طبقا للمواصفات الأصلية التي كان عليها الموقع سنة 1960، ستتم تهيئة الطرقات، وإعادة بناء جزء من جدار الباب الأصلي الذي بني سنة 1913وتقوية الباقي....
وأكد القائمون على المشروع في الندوة أن عملية الاسترداد أو العودة إلى الوضع السابق، أنه تم توثيق توالي عمليات البناء وفق العصور المختلفة، بشكل دقيق لفك وتحديد سلسلة التدخلات التي تمت خلال مختلف الحقب التي عرفتها القصبة عبر تاريخها، ولا سيما بعد الحروب المتتالية، زلازل القرن الثامن عشر وسائر مراحل إعادة الإعمار المختلفة التي تلت ذلك، وتمت الاستعانة بصور الأرشيف للحالة ما قبل الزلزال، والاستعانة ببعض الناجين لجمع المعلومات حول الخصائص المعمارية والتاريخية للقصبة.
كما أنجز مسح مفصل لجدران الأساسات والأقبية القائمة من خلال الجمع بين المسح اليدوي والرقمنة ثلاثية الأبعاد بواسطة الْمُسَيَّرات، وقد مكنت هذه الخطوات، حسب المنظمين، من وضع تصور على الأرض للواجهات، ولاسيما من حيث الأحجام لتكون مطابقة قدر الإمكان لما كانت عليه المباني السابق، وسيتم وضع نصب تذكاري موحد بين المدافن التاريخية الثلاثة للقصبة، لاستقبال الجمهور الذي يود، في نهاية المسار، الترحم على الضحايا.