لغز اختفاء البيدوفيل قاتل عدنان لبضعة أيام قبل الإهتداء إليه

فاس: رضا حمد الله
اتضح أن أصدقاء بيدوفيل طنجة قاتل الطفل عدنان، مشاركينه السكن في الشقة المكرية بحي الزموري 1، لم يكونوا على علم بقتله الضحية بعد هتك عرضه، لكونهم كانوا خارجها بعدما استدرجه إليه وفتك بجسده بلا رحمة خوفا من انفضاح أمره، بعدما استدرجه للشقة في ظروف غامضة.
ولم يعثر أي واحد من الأصدقاء القاطنين بالمنزل، على أي دليل أو قرينة يمكن أن تثير الشبهات. لكنهم كانوا على علم بتداول صورته الشخصية رفقة الطفل، على نطاق واسع بعدما اطلعوا عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يقدموا على تبليغ السلطات أو إرشادها لمكان وجوده.
صمت الأصدقاء الثلاثة المتحدرين من القصر الكبير كما المتهم، غير مفهوم ويساءلون بشأنه من طرف المصالح الأمني التي اعتقلتهم ووضعتهم رهن الحراسة النظرية لفائدة البحث الجاري، كما عدم تبليغهم رغم ما لاحظوه من تحول غير مسبوق في سلوك وتصرفات زميله، وتغييره ملامحه بشكل شبه كلي.
وأوضحت المصادر أن عدم التبليغ عن شخص مشتبه فيه، سبب رئيسي في إيقافهم بعدما اتضح أنهم لم يكونوا على علم بتفاصيل الجريمة التي ارتكبها زميلهم بالشقة في غيابهم وأثناء وجودهم خارجها، قبل أن يتخلص من الجثة في زمن قياسي ويمحي أثر فعله، قبل رجوعهم إلى المنزل للعمل.
ووجد الأصدقاء العزاب العاملين في شركة للنسيج بالمنطقة الصناعية بطنجة، في موقف لا يحسدون عليه، بعد اعتقالهم لكونهم لم يقوموا بالواجب رغم اطلاعهم على صور الطفل الضحية وزميلهم منشورة فيسبوكيا في حملات تضامن غير مسبوقة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وغرر المتهم الرئيسي البالغ من العمر 24 سنة، بالضحية قبل مرافقته إلى المنزل غير البعيد عن منزل والديه إلا بمسافة قصيرة، وإجباره على ممارسة الجنس بالعنف قبل أن يخنقه بيديه خوفا من كشفه الحقيقة واعتقاله، ليجد نفسه في موقف حرج قبل أن يفكر في التخلص من الجثة.
ووضع المتهم الطفل في كيس غير مرئي ما بداخله، قبل أن يحمله ويترجل لمسافة مهمة خارج المنزل في غفلة من جيرانه مستغلا خلودهم للراحة وقلة الحركة بالشارع العام، إلى أن وصل الحديقة وحفر حفرة بحجم صغير دفنه فيها قبل أن يعود أدراجه كأن شيئا لم يقع، ويمارس حياته بشكل طبيعي.
وظل المتهم يتردد على عمله بشكل عاد كما مختلف المرافق التي دأب على ولوجها بعدما غير مظهره الخارجي بحلاقة شعره ولحيته، مستغلا كونه لم يكن وجها مألوفا بالحي الذي لا يدخله إلا في ساعات محددة كلما عاد من العمل أو توجه إليه، ما لم يكن ممكنا للسكان التعرف عليه بسرعة.
وأوقف المتهم أمس الجمعة قبل العثور على جثة الطفل في ربيعه الحادي عشر، بإرشاد منه، في منطقة خضراء توجد بطريق الرباط غير بعيد عن منزل والديه وذاك الذي يقطنه المتهم وأصدقائه وتعرض فيه إلى اعتداء جنسي وجسدي، أثار غضب فعاليات المدينة التي طالبت بإسقاط أقصى عقوبة على المتهم.