خرجات أقارب خلية "الهيش مول الحوت" تحاول إخفاء وجوههم وسلوكياتهم الحقيقية

الكاتب : الجريدة24

12 سبتمبر 2020 - 04:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

في كل مرة يعتقل أشخاص خطرون على الأمن العام ويهددونه، يظهر أقارب لهم في خرجات إعلامية يحاولون فيه إبراز "مناقب" المعتقلين والثناء على سلوكهم، في محاولة بئيسة لتبرءتهم وتأليب الرأي العام وإقناعه زورا بعدم قانونية الاعتقال أو التشكيك في ظروفه وملابساته وحيثياته.

من آخر تلك الخرجات، التصريحات المدلى بها من طرف أقارب أفراد من خلية "الهيش مول الحوت" المفككة مؤخرا من قبل عناصر "بسيج" في عملية فريدة جنبت المغرب، حمام دم. أفراد العائلة أطنبوا في الحديث عن خصال قريبهم الموقوف، وسلوكه واتزانه وانضباطه وحسن تعامله.

لقد قالوا فيه ما لم يقل الشاعر في الخمر، مثنين عليه، دون أن يدروا عن جهل أو قصد، أن الوجه الذين يحاولون تسويقه لجلب تعاطف وتضامن الرأي العام، غير الذي كشفته الأبحاث والتحريات الجارية معه ومع رفاقه ممن كانوا يعدون العدة لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة، كما كشف ذلك مسؤولو بسيج.

من الطبيعي أن تثني العائلة على خصال قريبها، وقد يتوفر على بعض منها، لكن ذلك لا يمنع العكس، طالما أن أي مشتبه فيه، يحاول أن يظهر للآخر بصورة التقي الورع والملتزم والخلوق وما جاور ذلك من خصال جميلة، ليخفي حقيقة شخصيته الإجرامية والعدوانية وما يضمر للآخر والوطن.

لا يمكن لأمثال هذه العينة أن تظهر بوجهها الحقيقي، طالما أن تحركاتها وتخطيطها ونواياها محاطة بالسرية إلا مع مسؤولي التنظيم والمجندين، وبالتالي لا يمكن للشخص العادي ولا العائلة، أن تلاحظ عكس ما يحاول هو نفسه، تسويقه عن نفسه، لإخفاء الوجه الآخر الأكثر خطورة.

لذلك فكل محاولة للدفاع عن أمثال هؤلاء ولو بتسويق صورة معينة عنهم، غير محسوبة العواقب وتأثير صريح على جهود الدولة لمحاربة كل أشكال التطرف دينيا كان أو إجراميا. فمن الأحسن تحاشي تلك الخرجات تلافيا لأي تأثير أو محاولة تأثير وكسب العطف المجتمعي ولو بالكذب.

القانون فوق الجميع، وهو الذي يكشف ويثبت البراءة أو يبحث عن قرائن الإدانة. والمحكمة وحدها القادرة على معرفة ما إذا كان الشخص بريئا أو متورطا، ومن غير ذلك مجرد لغط ولو كان بحسن نية، طالما أن من يعرف الحقيقة، هو المتهم وحده وما قد يتوفر من أدلة مادية ثابتة وواضحة.

آخر الأخبار