الحقوقي ابراهيم باكبير: " قضية الطفلة نعيمة مس خطير بالحق في الحياة"

الكاتب : انس شريد

28 سبتمبر 2020 - 09:00
الخط :

أمينة المستاري

حركت قضية قتل الطفلة نعيمة أروحي جمعيات المجتمع المدني المحلية، التي أصدرت بيانات تندد فيها بارتفاع وثيرة الاعتداءات على الأطفال ليس فقط في الجنوب الشرقي ولكن وطنيا، هذا في الوقت الذي شرع فيه المركز القضائي بزاكورة في عملية البحث والاستماع لساكنة الدوار، لمحاولة فك لغز الجريمة البشعة.

اختفاء الطفلة أضفى على دوار تفركالت والدواوير المجاورة إحساس بغياب الأمن والأمان، منذ يوم 17 غشت المنصرم، لم يعد الدوار كما كان، ولم يعد ساكنتها يعيشون كسابق عهدهم، يفيد أحد أقارب الطفلة:" كنا نعيش في أمن، بل ونترك أبواب منازلنا مشرعة دون خوف من ولوجها من طرف غرباء...بعد واقعة اختفاء نعيمة أصبحت الأسر تخشى على أبنائها البقاء في الخارج، وأصبح السكان يتخذون احتياطات كبيرة وحذر شديد أثناء تجوالهم في الدوار أو الحقول، لحماية طفولتهم...وكانت الصدمة الكبرى بعد العثور على بقايا عظام بشرية صغيرة وشعر طفلة وملابس...

حقوقيون بالمنطقة اعتبروا أن تكرار حوادث الاعتداء على الأطفال يستوجب اتخاذ إجراءات صارمة وتشديد عقوبة كل من سولت له نفسه الاعتداء والمس بالطفولة البريئة، علما أن منطقة زاكورة عرفت خلال شهر شتنبر مجموعة من جرائم القتل والاختطاف والاغتصاب ...بلغ عدد الضحايا 6 خلال فترة وجيزة، كما لا تزال قضايا غامضة لأطفال اختفوا كان آخرهم طفل ببني زولي، الذي خرج للعب بالقصر القديم مع أقرانه لكنه لم يعد.

ابراهيم باكبير، رئيس الشبكة الجمعوية لحقوق الطفل بجهة درعة تافيلالت، وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة درعة، دعا في تصريح للجريدة24، إلى تكثيف الجهود للوصول إلى الجاني أو الجناة، ليكون عبرة لكل من سولت له المس بسلامة الأطفال، ووقف النزيف الذي تتعرض له الطفولة.

الحقوقي قدم تعازيه لأسرة الطفلة، وعاتب الجسم الجمعوي وقصوره عن إيصال قضية الاختفاء وتكثيف الحملة الإعلامية، علما أن عملية البحث توقفت بعد مرور أسبوع على اختفاء الطفلة، رغم أن كل الجهات بالمنطقة من درك، وقاية مدنية، ساكنة الدوار...قاموا بالبحث لكن الملل تسلل إلى نفوسهم وتوقفت عملية البحث.

وعن وضعية الطفولة بالمنطقة، أكد الحقوقي ابراهيم باكبير، أن تقريرا موازيا أعدته الشبكة حول وضعية الأطفال في الجهة أظهر انتشار ظاهرة زواج القاصرات، ارتفاع عدد الأطفال المعاقين ( حوالي 1000 طفل) في الوقت الذي لا تتعدى فيه أقسام الدمج المدرسي قسما واحدا يضم 12 تلميذا، كما انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاغتصاب، والتي تواجه من طرف ساكنة المنطقة بالتكتم والصمت خوفا من العار والفضيحة.

"المنطقة التي كانت تعرف أمنا وأمانا، أهل الدوار أسرة واحدة، تحولت مع التغير الاجتماعي وتغير القيم، ودخول "الغريب" وانتشار الأسر النووية عوض الممتدة، (تحولت) إلى منطقة يخشى الواحد الآخر.

"يضيف ابراهيم باكبير، "فقد كانت المنازل تظل مفتوحة ولم يكن أهل الدار يقفلون بابهم ولا يحتاج السكان إلى السلطة "المخزن" إلا لإنجاز بعض الوثائق، لكن وبعد انتشار ظاهرة اختفاء الأطفال من حين لآخر، كان آخرهم طفل من بني زولي الذي اختفى عن الأنظار منذ 6 أشهر ولم يظهر له أثر إلى غاية الساعة."

آخر الأخبار