قصة الكنز "الملعون" الذي أزهق روح الطفلة نعيمة !

الكاتب : الجريدة24

01 أكتوبر 2020 - 07:00
الخط :

أمينة المستاري

من بين الفرضيات التي يعمل عليها المحققون في قضية مقتل الطفلة "نعيمة" أن يكون الجاني أو الجناة من الباحثين عن الكنوز، خاصة وأن الضحية "زوهرية"، وهو ما يستدعي الاشتباه بكل من له علاقة بصيادي الكنوز، سواء وسطاء أو فقهاء... ولكن ذلك لن يمنع من وضع فرضية الاغتصاب والاستغلال الجنسي.

وقضية البحث عن الكنوز بمنطقة الجنوب الشرقي، تدفع لطرح أسئلة عديدة حول سبب لجوء فقهاء الكنوز إلى مثل هذه المناطق، خاصة بواحة درعة، التي تشبه "كعكة" تسيل لعاب فقهاء الكنوز، لما تحتضنه من قصور قديمة تعد بالمئات، منها 400 قصبة بزاكورة عدد كبير منها تعرض للإهمال والخراب، بعضها تتواجد بجماعة مزكيطا كقصور تفركالت، تمنوكالت أي "المعلقة" لكونها فوق جبل كيسان وهي من أعرق القصبات استعملها السعديون كنقطة انطلاق نحو السودان، وكان يقصدها العلماء ومريدو الزاوية الناصرية.

فواحة درعة ومنذ القديم عرفت أحداثا تاريخية وانطلقت منها أسر ودول كالمرابطين والسعديين، كانت تحتضن قصورا تقطنها الساكنة وبعضها كان مقرا للسلطة الحاكمة، كما عرفت المنطقة اضطرابات وصراعات ونزاعات تثير الرعب والخوف، وتدفع حالة غياب الأمن الأسر إلى دفن أموالها وكنوزها في صناديق أو جرات تحت الأرض خوفا من السرقة أو النهب.

تلك الدفائن تسيل لعاب الباحثين عن الكنوز، الذين يقصدون المنطقة مستعينين بخرائط خاصة "التقييدة" لأماكن دفنت فيها النفائس منذ العهود القديمة، ويستعينون من أجل ذلك بوسطاء قد يساعدونهم بالبحث عن أطفال "زوهريين" يتم انتقاؤهم بعناية وتكتم شديدين ويتم اختطافهم من أهاليهم ليصبحوا قرابين وأدلاء عن مكان وجود الكنز.

كما تنتشر بالمنطقة الأضرحة، التي تتعرض بدورها للحفر من طرف فقهاء الكنوز، ولم يدفع ذلك السلطات إلى التعامل بجدية مع الأمر، رغم علم أعوان السلطة، لكن دون أي تدخل يذكر، ليظل استخراج الكنوز من الأضرحة والحصون دافعا أمام "صيادي الكنوز" لارتكاب جرائم اختطاف وقتل وسفك الدماء، وسبق أن سجلت حالات اختطاف بالمنطقة لم يعرف بعد مصير الضحايا.

آخر الأخبار