المعطي منجب.. "دموع التماسيح" لجر النقاش من جريمة حق عام إلى قضية "حقوقية"

هشام رماح
لم يتغير شيء البتة.. فلا يزال المعطي منجب يجتر نفس الكلام وهو يحاول مواراة "سوءته"، ومداراة الشبهات التي تلازمه وهو يرتدي تُبَّان منظمة "العفو الدولية"، التي لم يعد لها من شغل يشغلها غير المغرب وأشباه حقوقيين يغالطون الرأي العام وهم يتهربون من أداء ما في ذمتهم لصالح الحق العام بارتداء لبوس "حقوقي".
وبينما هبت "آمنستي" لتذود عن المعطي منجب واصفة إياه بـ"الأكاديمي المدافع عن حقوق الإنسان" مشيرة إلى أنه يخوض إضرابا عن الطعام بسبب "مضايقات السلطة"، فإن في طيات التغريدة التي نشرتها المنظمة على "تويتر" ما يحيل على الصفقة المبرمة بينها ورجل نذر نفسه لخدمتها مقابل عمولات مسجلة في حصيلة أرصدته الكثيرة، الصفقة مفادها نصرة المنظمة له مهما كلف الأمر ومتى ركن إلى جحوظ عينيه في محاولة يائسة منه لدفع شبهة تسلم تحويلات مالية قذرة لخدمة أجندة أعداء المملكة.
المعطي منجب، الرجل الذي يغرف باليمين ويبكي في الشمال، وفي سعيه للتهرب من المحاسبة، ظن نفسه أسمى من المغاربة قاطبة وهو يستأسد ويستقوي بمنظمة يهمها كل شيء إلا سمعتها الملطخة والهاوية في الحضيض، ظنا منه أن مساندتها ستعفيه من الخضوع لسيادة القانون.. لكن هيهات أن تكون مناورته مجدية "وكان غيره أشطر" مع الاعتذار للإخوة المصريين.
ولعل أول من يضرب صفحا عن الحديث على قوة القانون وسيادته هم أشباه الحقوقيين الذين طالما رطنت ألسنتهم بدعوات إلى ترسيخ استقلالية القضاء كسلطة لا تخضع لأحد غير روح العدالة، ولأن من بين هؤلاء المعطي منجب، فقد حانت ساعته ليجُبَّ كل ما ظل يُبَغبِغُ به وهو يرفض صراحة مثوله صاغرا وهو المقترف للعديد من الجرائم أمام القضاء، عبر خوض إضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام كما ادعت "آمنستي".
إن القانون يعلو على ما دونه تحت شمس دولة الحق والقانون مثل المملكة السعيدة، ومن يرفض الانضباط لسيادته ليس غير جاهل لا يعذر بجهله له كما القاعدة الفقهية المعلومة، أو أفَّاق متنمِّر، مثل المعطي منجب، الذي يرضى لنفسه ما لا يرضى لغيره من خضوع لما سنَّه المشرع من عقوبات تترتب على المخالفين مع تقديم قرينة البراءة على الاتهام، وبدلا من أن يدافع عن نفسه بشتى السبل القانونية المتاحة اختار أن يجر متابعته بسبب الشبهات التي تلاحقه إلى "نقاش حقوقي" بيزنطي لن يحول دونه وترتيب الجزاء عليه إن ثبت تورطه.
إن في إضراب المعطي منجب، مَسكَنة من رجل ظل يذكي الضغائن في نفوس أغرار سذج انساقوا طواعية إلى السجن، وبدلا من أن يواجه الحقيقة بذهن صاف ويقبل على مصيره بصدر عار وهو مؤمن ببراءته وبما قد يدفع به لإبعاد ما يشتبه فيه، قرر أن يلجأ إلى أقصر الطرق وإعلان دخوله في إضراب عن الطعام لتحويل دفة النقاش من جرائم الحق العام والأموال إلى قضية حقوقية..
لا ريب في أن الأمر يتعلق بمحاولة للتذاكي والتجبر على روح القانون لا غير، لأن من يؤمن بقوة هذه الروح لن يبالي بدموع التماسيح على الشط وهي تذرف الدمع الهَتون لماذا؟ لأن في ظلمة المياه الموحلة لا تأخذها رأفة بكل ما وجدته أمامها فتلتهمه التهام المعطي منجب للكثير من الأموال الأجنبية مقابل ضرب بلاده المغرب.. فلعلها ساعة الحساب دقت.. ولا مفر منه ولو بإضراب عن الطعام تسوق له "آمنستي" كأن السماء انشقت.