عودة شباط تحيي الصراع بين الميزان والمصباح

فاس: رضا حمد الله
أحيت عودة حميد شباط، العمدة السابق لفاس، لأرض الوطن بعد نحو 3 سنوات استقر فيها بين تركيا وألمانيا، صراعا سياسيا مريرا بين حزبي الاستقلال والعدالة والتنمية، تجسد في العالم الافتراضي في شكل تدوينات مرحبة بوفادته من زملائه الاستقلاليين، ومطالبة بمحاسبته من البيجيديين.
بعض الاستقلاليين بفاس رحبوا بقوة بعودة شباط الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، متوعدين العدالة والتنمية بانتخابات ساخنة، بل منهم من ربط بين العودة وتهاطل المطر على المدينة، فال خير، حتى من بعض الذين تناسوا شباط في فترة استقراره بالخارج، وعاتبوه على ذلك ولو في جلساتهم الخاصة.
وعكس حفاوة الترحيب من الاستقلاليين، استقبل البعض عودة شباط المثير للجدل بفتور وغض الطرف أو بالمطالبة بمحاسبته على نهب المال العام، كما في تدوينة نشرها العياشي كمية كاتب فرع العدالة والتنمية بالورتزاغ بتاونات، طالب فيها بمحاسبته بمجرد دخوله لأرض الوطن.
وزاد كمية في تدوينته التي تفاعل معها عشرات الأشخاص، "نريد كمغاربة معرفة سبب خروجه وكل ما يرتبط بثروته وعلاقاته"، ما جادله فيه معلقين على تدوينته، فيما حادث تعليقات أخرى على اللباقة المطلوبة، بعدما وصف البعض شباط ب"أستاذ اللصوصية بامتياز" و"اللص الخطير".
أما تعليقات أخرى على تلك التدوينة فلم تخلو من قدح وسب، كما تلك التي تساءل فيه معلق "فين جاي تجيه فالراس" ليرد عليه آخرون بقوله "شباط كان أفضل من تجار الدين" و"هو أحسن من العثماني"، في الوقت الذي رد مدون على هذا الجدل، بقوله "شحال من شباط خصو يتحاسب".
وفي مقابل دعوات البعض لمحاسبة شباط، اختار استقلاليون توعد خصومهم السياسيين بفاس بمعركة أكثر حدة في الانتخابات المقبلة، خاصة بعودته، مرددين مقولته المشهورة "مبروك العيد"، مبشرين بعيد سياسي وشيك واكتساح للانتخابات، حقيقة لا تقر بها إلا صناديق الاقتراع.
عودة شباط أول أمس عبر مطار محمد الخامس وقضائه أولى لياليه بالرباط، قابله الاستقلاليون بترحيب في الوقت الذي اختارت عائلته الصمت وعدم التعليق على العودة ولا الجدل القائم حول الصراع بين الاستقلال والعدالة والتنمية، إذ اكتفى أبناؤه بتدوينات مرحبة دون الخوض في الصراع السياسي.
وكان نجله نضال أول المهنئين بالعودة، في تدوينة محتشمة مرفوقة بفيديو قديم لاستقلاليين يحملون والده على الأكتاف في مسيرة إبان الانتخابات بشارع الحسن الثاني، متمنيا عودة ميمونة لوالده حامدا الله على سلامته، مرددا بدوره شعاره المألوف "مبروك العيد" في انتظار الآتي من الأيام وما تحمله من مفاجئات.