بنحمزة: افتقاد تدريس السيرة النبوية خلف فراغا تتسلل منه ممارسات لاعلاقة لها بالإسلام

دعا مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي بوجدة المغاربة إلى الإحتفال بذكرى المولد النبوي بالعمل على قراءة سيرته والتمعن في أخلاقه، كما دأب على ذلك المسلمون عبر التاريخ، حيث كانوا يقرؤون الشمائل المحمدية ويعملون على نشر خصاله حتى أضحى الناس مرتبطين بشخصيته.
وقال بنحمزة في حديث مع الجريدة24؛ أن أهم مظهر من مظاهر الاحتفاء بالنبي محمد هو الإهتمام بالحديث النبوي، موضحا أن الأمة المغربية عبر التاريخ كانت ترى أن أصح كتاب بعد كتاب الله هو صحيح البخاري وهذا "ليس قول انسان عابر وإنما قول العلماء، أما الذين يتحدثون بما لا يعرفون أولئك لا يؤخذ بكلامهم". يقول المتحدث.
ومن جهة أخرى شدد بنحمزة على أهمية صلة الأرحام، إذ كان المسلمون يحرصون على وصل الناس بشخصية النبي، خاصة الأطفال، الذين كانوا يشعرون بالفرح في مثل هذه المناسبات ويجدون طعاما جديدا ولباسا جديدا ويستمتعون، فكان كل ذلك يقربهم من شخصية النبي ويصبح موعد المولد منتظرا ومحبة النبي راسخة.
وتأسف بنحمزة لافتقاد هذه الممارسات في السنوات الأخيرة، مشيرا أن المدرسة لم تعد تدرس السيرة النبوية كمادة مستقلة، فبات التلاميذ يعرفون عن شخصيات الفنانين والسياسسن والإقتصاديين وشخصيات الحروب كل شيء، وكيف نشؤوا وتدرجوا في الحياة، في حين لا يعرفون عن حياة النبي والصحابة شيئا، مما خلف فراغا كبيرا تتسلل منه ممارسات لا علاقة لها بالإسلام وسنة رسول الله.
وفي موضوع الهجوم على النبي "ص" من قبل فرنسا، قال بنحمزة أن هذا الأمر ليس جديدا وقد كان ذلك دأب من كان يغيظهم أن الرسول ملأ عليهم الآفاق، بصفته عظيما في كل الجوانب.
وقد كتب عنه أشخاص ليسو مسلمين أنه العظيم الأول، لانهم قرؤوا تاريخه، وكيف أنه ألف بين المتخاصمين في وقت لا نستطيع ذلك اليوم حيث تبدأ الحروب ولا تنتهي، ووحد الجزيرة العربية في وقت كان من الصعب أن تجمع قبيلة على قبيلة، لأن الخلاف كان مستشريا قديما.
وقال بنحمزة " لن يستطيع أحد إلغاء شخصية الرسول، والذين عرفوه حق المعرفة ظلوا محافظين على هويتهم وعلى دينهم، في وجه الكولونياليين الذين هجموا على شمال إفريقيا بالسلاح والمقصلة، والذين وقف ضدهم مجاهدون آمنوا بالرسول".
وزاد" عندما جاء نابوليون بونابارت يحمل السلاح والمطبعة أيضا؛ كانت شعوب المنطقة تعرف أن وراء "ادعاءات نشر الثقافة" هناك إرادة للإستئصال فظلوا متشبثين بهويتهم الإسلامية".