25 سنة لقاتلة زوجها بالماء الساخن أثناء نومه بليساسفة

قضت هيئة الحكم برئاسة القاضي الحسن العجمي بالقاعة 7 بمحكمة الجنايات بالدار البيضاء، يوم أمس الأربعاء، ب25 سنة سجنا نافذا في حق متهمة بقتل زوجها.
وترجع أحداث هذه القصة البشعة التي أثارت ردود أفعال غاضبة، بعد أن تجردت الزوجة الخمسينية من مشاعر الإنسانية وأقدمت على قتل زوجها الذي تكبره بسنتين حرقاً بصب الماء الساخن على جسمه وهو نائم، في عز شهر رمضان، لتوافيه المنية بجناح الحروق بالمستشفى الجامعي ابن رشد متأثرا بحروقه البليغة وذلك يوم 15 يونيو من السنة الماضية.
وقائع هذه النازلة التي راح ضحيتها أب لابنين، تدور عندما سمع الابن صراخ والده وهو يطلب النجدة "عتقوني اعباد الله" " حرقتني حرقتني" وعند استطلاعه للأمر وجد والدته قرب باب الغرفة ممسكة بالباب ووالده منحيا وعليه حروق بسائر جسمه ومبلل بالماء الساخن وبجانبه اناء بلاستيكي، ليعمد على حمله للحمام لرشه بالماء البارد قصد تخفيف الألام، في ذلك الوقت حاول الزوج الضحية الاتصال بالشرطة واستدعاء سيارة الإسعاف.
بدأت بذلك الواقعة بتلقي الشرطة بلاغ يفيد تعرض أحدهم لمحاولة القتل عبر سكب الماء الساخن، لتنتقل عناصر الشرطة القضائية للمستشفى حيث يرقد الزوج الضحية، والذي سيدلي بتصريحاته حول الحادثة يتهم فيها زوجته ، قبل أن توافيه المنية بعد مرور 15 يوما على الحادث.
باشرت بذلك الضابطة القضائية تحقيقاتها بانتقالها لمسرح الجريمة للاستماع للزوجة حيث ستصرح الأخيرة أنها بعد طلاقها من الزوج الأول الذي رزقت معه بابنها البكر، كانت قد اكترت غرفة وسط المدينة القديمة للعيش فيها، متخذة من مجال الخياطة موردا لعيشها وسط نفس الحي الذي ستلتقي فيه بزوجها الثاني (م.ا) المتحذر من "تكيوين" لتنتقل للعيش معه بليساسفة وترزق معه بابنة وبنت، مشيرة إلى أنه مند زواجها وعلاقتهما الزوجية تعرف مجموعة من المشاكل بسبب عدم رعايته لها ولأبناءها على النحو المطلوب، بحيث لا يمدها بالمال ومصروف المنزل وخلال السنة الماضية، تأزمت الأمور وكثرت الخلافات وتبادل الشتيمة والسب والوعيد والتهديد والتي على ضوئها سيغادر الزوج بيت الزوجية لمدة 10أشهر وينقطع بذلك اتصاله تاركا إياها مفلسة وفي وضعية جد مزرية رفقة أبناءها لولا بعض المساعدات من ابنها البكر (ابن الزوج الأول)، وبعد مدة عاد الزوج قيد حياته في شهر أكتوبر وهو في حالة هستيرية وغير راض عن ما أقدم عليه في حق أفراد أسرته طالبا الصلح، وبعد تدخل ذوي النوايا الحسنة الأبناء سامحته وصفحت عنه بغرض تحسين علاقتهما الزوجية وجمع شمل عائلتها، لكن سرعان ما عاد الجو مشحونا كالسابق بسبب الظروف المادية الصعبة وكثرة الديون، ما جعل بيت الزوجية يتحول لحلبة مصارعة، انعدم فيها الأمن والسلام وحل محلها التهديد بالتصفية الجسدية قبل الدخول للسجن، إلا أن وقع ما وقع في أحد أيام شهر رمضان.
ظلت بذلك المتهمة التي أمرت النيابة العامة باعتقاله والتحقيق معها بعد إفادات أبنائها تدحض ظروف وملابسات القضية رغم تصريحات الزوج الضحية وهو قيد الحياة المضمنة في محضر، نافية صب الماء عليه من جهة وتعزيز ابنهما بتصريحات تورط والدته المتهمة في سكب الماء الساخن وعدم تقديم المساعدة له عند نقله للمستعجلات ولا زيارته إلا مرة واحدة بعد علمها بتدهور وضعه الصحي.