خبير يكشف خلفيات قطع الطريق بمعبر الكركرات

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

08 نوفمبر 2020 - 10:15
الخط :

في الوقت الذي تحاول مليشيات البوليساريو التفاخر بكون قطعهم الطريق أمام الحركة التجارية والمدنية بمعبر الكركرات منذ أزيد من 15 يوما، يعد "انتصارا" على الأرض، في مواجهة المغرب، يرى عدد من الباحثين والمختصين والمطلعين على خبايا وأسرار المعارك الديبلوماسية الجارية في ملف الصحراء، أن ما تقوم به الجبهة الانفصالية بالكركرات تأكيد على إنغلاق الأفق أمام جبهة تندوف وتخبط بدون مسار أو هدف.

الخبير في ملف الصحراء والمحلل السياسي، أحمد نور الدين، قال إن خلفية ما يجري بالكركرات، وذلك بقطع الطريق أمام الحركة التجارية والمدنية له على الأقل خمس خلفيات.
وأوضح المتحدث "للجريدة24" أن الخلفية الأولي تتمثل في كون الجزائر تريد قطع الشريان بين المغرب ودول جنوب الصحراء، وهدم الجسر الاقتصادي الذي يربط المغرب بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا أو بمعتى آخر، قطع الشريان الاقتصادي الذي يربط الاقتصاد المغربي بسوق غرب افريقيا، التي تحتوي على ما لا يقل عن 300 مليون نسمة.

ولفت إلى أن هذا الخطط الجزائري يؤكد أن هذه الأخيرة تتخذ من العداء للمغرب عقيدة واستراتيجية في سياستها الخارجية، وحتى الداخلية، وهو التوجه الذي أكده قبل ثلاثة أيام الوزير الأول الجزائري الأسبق، عبد المالك سلال، حينما سئل في المحكمة التي يحاكم فيها عن سبب تضييعه حوالي 300 مليار مغربية، فأجابهم أن ذلك قرار اتخذ لأنه يدخل في عمق سياسة الدولة الجزائرية، من أجل تخريب صناعة السيارات في المغرب، وهو الدليل الألف على أن سياسة الدولة الجزائرية وعقيدتها تقوم على ضرب كل ما هو في صالح المغرب، يقول المحلل السياسي المذكور.

أما الخلفية الثانية لسلوك قطع الطريق الذي تقوم مليشيات الجبهة الانفصالية، هو محاولة إفشال الشراكة القائمة بين المغرب ونيجيريا، وهو المشروع الذي يوجد في طور التنفيذ، ويتعلق الأمر بأنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا، مروا بـ 11 بلدا، وصولا إلى أوربا، وهو المشروع الذي سيجعل من المغرب فاعلا في كبيرا في مجال الطاقة بافريقيا، ولذلك الجزائر تروم من خلال دفع مليشيات البوليساريو إلى معبر الكركرات، إفشال هذا المشروع، الذي يصفه البعض بمشروع القرن.

ولفت أحمد نور الدين إلى أن الجبهة الانفصالية التي تزعم وتحاول التسويق للرأي العام الدولي بأنها تريد العودة إلى السلاح، مجرد كلام فارغ، بل العكس هو الحاصل، يقول أحمد نور الدين، إذ تريد الجبهة الانفصالية، من خلال حركات قطاع الطرق والصعاليك بالاعتداء على القوافل التجاربة، الضغط على الأمم المتحدة لتعيين مبعوث خاص إلى الصحراء.

وشدد الخبير في ملف الصحراء، على أن غياب المبعوث إلى المنطقة، يعني أنها قضية ثانوية وأنها أصبحت في سلة المحفظات.

وتابع أحمد نور الدين أن ما يجري بالكركرات محاولة من الجزائر والانفصاليين الضغط على مجلس الأمن من أجل العودة إلى المفاوضات، وليس العودة إلى خيار السلاح، ما يزعم الانفصاليون، واعتبر أحمد نور الدين، أن العودة الى السلاح مجرد bloff تقوم به البوليساريو، لأن المغرب حسم المعركة العسكرية منذ عقود من الزمن.
وأشار المصدر إلى أنه لولا الهزيمة العسكرية التي تلقتها جبهة تندوف والجزائر من قبل المغرب، لما كانت مفاوضات، مؤكدا أن الجدار الأمني العازل بالصحراء قضى حلم الانفصاليين تماما.

وأكد الخبير في قضية الصحراء أن السلوك البلطجي بالكركرات هو من أجل الابتزاز بالعودة إلى المفاوضات، أمام غياب المبعوث الأممي بالصحراء.
وقال المحلل السياسي، أن غياب المفاوضات وغياب مبعوث أممي خاص بالصحراء يعد موتا سريريا للجبهة.

آخر الأخبار