البوليساريو تدق طبول الحرب الكاذبة

الكاتب : الجريدة24

10 نوفمبر 2020 - 01:00
الخط :

بعدما كان العالم ينتظر وعيد جبهة البوليساريو، ويتتبع بكثير من التشويق بياناتها المتتالية والمتصاعدة بمناسبة وبدون مناسبة ، وتوالي تهديداتها ، وإعلانها حالة الطوارئ ، واستنفار ميليشياتها، واطلاق صافرات الإنذار إيذانا باقتراب حدث جلل ، بعد غضب القيادة من المنتظم الدولي، بسبب تجاهله لاستعراضاتها البهلوانية، واستخفاف المغرب بها ، وعدم إيلاءها أي قيمة تذكر ، واحتقار ما تقوم به، واعتباره حركات استعراضية، لا تقدم ولا تؤخر .

بعد كل ما سبق، تغاضت جبهة البوليساريو عن طوارئها وإعلانها الحرب، لتحول حربها الى ساكنة المخيمات، وتنفس فيهم غيضها وغضبها من المنتظم الدولي، تفعيلا لمقولة : " جيراني حاگرين اعليا وانا حاگر على أختي" .

بعد احتقار المنتظم الدولي للجبهة ، قررت ممارسة عقدها النفسية على الصحراويين بالمخيمات ، فغيرت من الطوارئ صوب المخيمات، لتقوم بمزيد من التشديد على حرية التنقل بصيغة قانونية ، وتضبط الأمور دون أن يلومها أحد ، بعدما كان الجميع ينتظر ردة فعل غاضبة،  وسمع العالم بتحرك الجيش و الكل ينتظر قرارات القيادة، خرجت في الاخير لتضغط و تنتقم من الصحراويين بالمخيمات، تحت ذريعة ان الجبهة تواجه تحديات كبرى.

بعد كل هذه الضجة والبهرجة والاستعراضات والخطابات النارية ، تعود الأمور كلها وبالا على سكان المخيمات الأبرياء، فقد كانوا دوما هم ضحايا القيادة سواء في الماضي والحاضر وحتى في المستقبل.

ضحايا سياسة جبهة البوليساريو يتلامزون اليوم بالمخيمات، ويضحكون من الوضع الذي وضعت فيه القيادة نفسها، التي لبست " دراعة " أكبر منها، فصار الكل يردد : " تمخض الجبل فولد فأرا "، وهذا المثل مناسب لما حدث لقيادة البوليساريو وتعاملها في الآونة الأخيرة، رغم أن القيادة ليست جبلا ولا تستحق حتى أن توصف بهذا المثل ، رغم ما فيه من القدح والتصغير ، الا أنها كانت دائما أصغر من أن تكون شيئا يذكر.

وقد لا نبالغ إن قلنا أننا نعتذر من الجبل على تشبيهه بقيادة البوليساريو ، ولكن لضرورة السياق ، ودلالة المعنى ، ذلك أن المثل المدرج هو مثل عربي يطلق على من تراه الناس كبيرا وتنتظر منه شيئا في المستوى ، ويخرج منه ما هو حقير وغير متوقع .

لم تكن القيادة يوما كبيرة الا في أعين أتباعها، بل حتى هم يعرفون حجمها ووزنها الحقيقي، لكن يتغاضون عن الأمر لاستفادتهم منه ، وحفاظا على ما يجنون من وراء تبعيتهم لقيادة البوليساريو التابعة هي الأخرى والمتحكم فيها من طرف الجزائر.

قيادة جبهة البوليساريو حاولت الظهور صورة أكبر منها، ونفخت في حجمها وأرعدت وأزبدت، وتعالى صوتها يمينا ويسارا ، واغتر أتباعها واعتقدوا في لحظات النشوة أنهم فعلا كبار ، كذبوا على أنفسهم وعاشوا أدوارا درامية أكبر منهم ، وصدقوا تلك الأدوار ، واعتقدوا للحظة انهم شيء ، بينما هم لا شيء، وحتى الأتباع ممن انساقوا وراء الوهم ، استفاقوا على حقيقة قيادة الجبهة التي لا تعدوا كونها شبيهة بتلك القطة التي رأت انعكاسها في المرآة فاعتقدت أنها لبؤة ، فصدقت نفسها، وهذا هو حال قيادة العار ، حاولت أن تكون لبؤة، تقفز هنا وهناك وتخرج أصواتا تعتقدها مخيفة ، بينما المتلقي والناظر اليها يعرف أنها قطة وديعة في ملكية النظام الجزائري، لا تملك مخالب ولا أنياب ، وصوتها ناعم مثل مواء القطط الوديعة.

لا يمكن لعاقل أن يتخيل تلك القطة قادرة على الخروج من منزلها وفضائها الخاص، خوفا على نفسها من العالم الخارجي، وما يخفيه من تحديات يصعب العيش معها بالنسبة لقطة وديعة ألفت " المخيمات " منزلها الفسيح ، تحت رعاية الجزائر ، صاحب المنزل والراعي لها.

ألفت قيادة الجبهة الاستئساد على الصحراويين، والتحكم فيهم بإمكانيات صاحب المنزل، واعتادت نمط الاستغلال والتصرف في عالمها ، وطوعت الساكنة ترهيبا وترغيبا. وفي يوم من الأيام رأت أنها قادرة على التمرد على العالم ، وتغيير القوانين الكونية، والخروج عن المألوف، رأت في ما يرى النائم في منامه، أنها تستطيع بنفس طريقة تدبيرها للمخيمات، أنها تستطيع أن تفرض وتبسط سيطرتها على ما تشاء، ووقت ما تشاء، بالطريقة التي تشاء، قبل أن تصطدم بالواقع، وتستيقظ على الحقيقة المرة ، ولا مبالاة العالم بها ، لتعود لتقمص دورها الحقيقي، وتعود لمنزلها ، وتحاول تطبيق إعلانها الحرب والطوارئ ، لكن بالمخيمات ، كما كانت تفعل دائما .

 

*منتدى فورساتين

آخر الأخبار