ساسة الجزائر وعنتريات عسكرية للتنفيس من الضربة المغربية القاصمة

هشام رماح
لم يجد الساسة الجزائريون من بد غير مداواة الضربة التي تلقوها من المغرب، حينما طرد المرتزقة الذين سخروهم ليعيثوا الفوضى في منطقة الكركرات، غير تصريف الكلام الفارغ للتنفيس عن الغيظ والحرقة التي استبدت بهم، وهم يعاينون أمانيهم تذروها الرياح.
أحد هؤلاء ليس غير عمار بلحيمر، الناطق ارسمي باسم الحكومة الجزائرية، الذي يداهن جنرالات الجزائر، حتى يصفحوا عنه ويتركوه في منصبه، بالقول إن للمغرب عقدة من الجيش الوطني الشعبي.
الرجل أخذته الحمية، بعدما لم يجد من يوقفه عند حده، لكنه أنكر أن التاريخ لا ينسى ويذكر في طيات صفحاته بكل قساوة تذوقها بلحيمر وأمثاله، كيف أن الجيش المغربي الباسل كان رحيما بعسكر جيرانه في حرب الرمال وما تلاها انتصارا للأخوة والعروة الوثقى التي تجمع الشعبين أما الساسة فلا أحد يبالي بهم.
بلحيمر، الذي يهيم على وجهه، في فلك العسكر، أفاد لموقع "Dzertic 24" بأن العقدة التي تحتل حلق المغرب هي "التلاحم المسجل بين الجيش الوطني الشعب والشعب الجزائري"، وهذا ما هو أبعد ما يكون عن الصواب وعن واقع الحال الذي فضح كيف أن شرذمة من العسكر في الجارة الشرقية للمملكة استلذت مص ثدي خيرات البلاد وتركت كل العباد جياع وقد التفت على مطلب "يتنحاو كاع" بالدروع الحربية.
ودون أن يطرف له جفن خجلا، أشار بلحيمر إلى أن الجيش الوطني الشعبي استطاع حماية حدود الجزائر رغم ما وصفها بـ"مؤامرات المخزن ولوبياته ضد الجزائر"، وهنا ليس من داع لتذكير بلحيمر، بالكثير من المؤامرات الجزائرية لتفتيت الوحدة الترابية المغربية، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر تمويل ودعم وتسخير جبهة "بوليساريو"، لدق شوكة في خاصرة بلد يرنو للمستقبل، لكن تلك أماني بلحيمر وأمثاله ولن تتحقق وهم المتشبثون بالماضي.
كذلك، أغفل عمار بلحيمر أن "الشيطان" الذي أفرغ عجلة الاتحاد المغاربي من الهواء ليس غير العسكر الجزائري الذي يعيش زمن عنتريات جنرالات لا يفهمون غير لغة الرصاص والقوة الجلفاء، أما القوة الناعمة التي يجيدها ويتقنها المغرب وتجعل العالم بأكمله مصطفا إلى جانبه فهي تصيب الجيران بالحنق لأنها تجعل الطغمة الحاكمة في الجارة الشرقية في حالة شرود.