هكذا يتآمر عسكر الجزائر على الشعب ويمهد لحكمه عقودا أخرى

هشام رماح
لا جديد.. النظام الجزائري يكرر نفسه ويمنيها بعقود أخرى من التحكم في خيرات الجارة الشرقية ومصائر العباد، بعقد تحالفات في الخفاء من أجل اجترار التفافه على مطالب الحراك عبر "الصفح" عن رموزه القديمة من أجل معاودة وضعها في المشهد الجزائري.
ورأت الطغمة المتحالفة مع الـ"أوليغارشية" في تحويل أنظار الشعب الجزائري نحو المغرب وقضيته الوطنية الأولى، مناسبة لتؤثث لعودة رموز العسكر الذين ركنهم في "الكراج" حتى تهدأ الأمور، وقد حانت عودة كل من محمد الأمين مدين المعروف بالجنرال توفيق والجنرال خالد نزار، وزير الدفاع السابق لينضما إلى السعيد الشنقريحة الذي يتقاسم معهما كره المغرب.
عودة الجنرالين تتماشى وعقيدة العسكر في الجزائر الذي لا ينسى أزلامه، لأن الجميع يغرف من نفس الإناء وبنفس القدر، ومن ضبط مخالفا يتم التلويح بمعاقبته بينما هو ينعم في نعيم الريع، ولان في الأمر مصلحة مشتركة التحكم في البلاد وضمان سكوت العسكر المعارضين بعدما فشل الجيش في تنصيب خلف غير معتل لعبد العزيز بوتفليقة.
"نذائر" الالتفاف على الرئاسة والاستعداد لتنحية عبد المجيد تبون، لات عبر عودة الجنرالين، والتصريح الذي أوردته صحيفة "الشرق الأوسط" لفاروق قسنطيني، محامي الجنرال توفيق الذي أكد أنه يوجد خارج اسوار السجن منذ ثلاثة أشهر، والتبرير الذي قدمه هو خضوعه للعلاج في في مستشفى عسكري خارجي بعدما انكسر حوضه داخل السجن العسكري.
لكن المحامي استطرد أن الجنرال يقضي فترة نقاهة ويتوقع تنظيم محاكمته الشهر القادم، بعدما نقضت المحكمة العليا الاحكام التي صدرت ضده قبل شهرين، بما يفيد بعودة الملف إلى مجلس الاستئناف العسكري.
ويتزامن كل هذا مع عودة الجنرال خالد نزار من "المنفى" بعد لجوء دام 18 شهرا خارج البلاد، وهي العودة التي تم التأكيد على أنها تأتي بعد سقوط تهم تآمره على "الدولة" الموجهة إليه، والتي كلفته حكما بـ20 سنة سجنا نافذا، وتعميم مذكرة بحث دولية في حقه.
أليس في كل هذا ما يشي بألاعيب النظام الجزائري. أليس فيه ما يحيل على التلذذ بمآسي الشعب الجزائري؟ وقد استطاعت جرة قلم أن تجعل التهم الموجهة للجنرالين توفيق وخالد نزار، في خبر كان بعدما شاحت الأنظار عنهما، وبدت الحاجة لهما لترتيب اتفاقات جديدة في الكواليس لـ"اعتقال" الشعب من جديد وجعله تحت حكم العسكر..
فعلا لا جديد.. فالتاريخ دائما ما يكرر نفسه في الجزائر لكن بطريقة كاريكاتورية.