قطاع الطرق والبيروقراطية تشرد مواطنا لجأ للدرك ليلة كاملة وتعرضه للخطر
عرت إحدى نوازل السرقة وقطع الطريق التي تعرض لها أحد المواطنين المغاربة، عن واقع تدبير ومعالجة مثل هذه الحالات من قبل المكلفين بإنفاذ القانون وحماية المغاربة.
أحد المواطنين كشف،في رسالة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه تعرض لمحاولة السرقة بطريق "الكاموني"، عندما كان يقود سيارته في اتجاه مدينة القنيطرة ليلا.
المعني بالأمر روى أنه بينما كان يقود سيارته يوم الأحد 3 يناير 2021 حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء، قادما من سيدي علال البحراوي باتجاه القنيطرة عبر الطريق R405، تفاجأ بوجود بطوب كبير تم رميه في الطريق لمحاولة عرقلة السيارات، لم يستطع تجنبها بتحريف مسار السيارة من فرط السرعة، لكنه فضل الاصطدام بالحجر فأتلف مقدمة السيارة "البارشوك"، وعلق بأسفل السيارة ورغم ذلك واصل قيادتها، لاسيما بعدما أدرك أن سيارة من نوع رونو "موديل" قديم، كانت تطارده، وهي السيارة التي كانت مركونة جانب الطريق خلف الحاجر تتربط بمن يقف عند الحاجز.
عملية المطاردة، يقول الشخص الذي تعرض لمحاولة السرقة، أرغمته على رفع مستوى سرعة السيارة إلى 160كلم/س، بعدما كانت السيارة المطاردة تحاول تجاوزه لاعتراض طريقه ولم تتخل عن المطاردة إلا عند مدخل مدينة القنيطرة، حيث يوجد حاجز الدرك الملكي.
معاناة الشخص الذي تعرض لمحاولة السرقة تواصلت بعدما أخبر السد الأمني، عند مدخل مدينة القنيطرة، إذ توجه للدرك الملكي من أجل تحرير محضر حول ما حدث له للتدخل ومراقبة الطريق حتى لا يتعرض باقي المارة لنفس محاولات السرقة، من قبل المجرمين.
وأوضح أنه بعد إعلام "لابريكَاد" في القنيطرة، طلبوا منه أن يدلهم على مكان الحادث، وركب مع دركيين اثنين بسيارة مدنية وتوجهوا إلى مكان الحادث، وبعد المعاينة أخبراه أن المنطقة التي وضعت بها محاولة السرطة وتم فيها وضع حواجز تساعد على ايقاع الضحايا تابعة لنفوذ منطقة سيدي علال البحراوي وليس القنيطرة، وبعد عدة مشاورات قاموا بالإتصال بالدرك الملكي لسيدي علال البحراوي، وحلوا بعين مكان الحادث وطلبوا من الشخص الذي تعرض لمحاولة السرقة أن يرافقهم إلى مقر الدرك في الكاموني، ووعوده بأن يقوموا بإيصاله إلى القنيطرة حيث ترك سيارته، كما وعدوه بأنه سيتم تحرير المحضر بسرعة.
لكن المفاجأة كانت أنه ظل في مقر الدرك الملكي أزيد من اربع ساعات، وكان يتناوب على أخذ إفادته العديد من الدركيين فيضطر لأغادة الحكاية لكل من يسأه عسى أن يتم تسريع الاجراءات، لكن دون تقدم.
والأكثر من ذلك، يقول الراوي الضحية، أنه تم معاملته معاملة سيئة من قبل الدرك الملكي بالكاموني كما لو كان متهما وليس مشتكيا، وبعد اتمام المحضر تم ايصاله إلى نقطة المراقبة للدرك الملكي بسيدي علال البحراوي ونصحوه بأن يتل بالصبر إل حين قدوم سيارة من سيارات عابري السبيل ويلتمسوا منه ايصاله إذا قبل،إلى إلى مدخل مدينة القنيطرة، رغم أن السيارات نفسها ستمر من نفس المكان الذي وقع فيه الحادث، لكن هطه المارة بعد الساعة الثانية ليلا.
الضحية، يروى أنه لما واجه الدرك الملكي بوعدهم له بأنهم سيوصلوه إلى حيث رافقهم، أي إلى مدخل مدينة القنيطرة، "قالوا له يإلا عندك التليفون ديال الكمندار عيطلو حنا ما عندنا مانديرولك!".
وأضاف المعين بالأمر أنه بقي في البرد القارس الذي بلغت درجة حراته °2 ، حتى كان أن يتجمد من شدة البرد لكن بعدما فقد الأمل، طلب من الدركيين عددا من الحولول منها أن يطلبوا له سيارة أجرة أن يؤدي هو شخصيا كلفتها لن رفضا جميع مقترحاته، ونصحوه أن يظل إلى حلول الصباح بجانب الطريق، رغم أن السيارات منعدمة في الساعات الأولى من الصباح.
وأمام غياب أي أمل في أن يصل وجهته، رافقه الحظ في آخر لحظة حيث تواصلت معه العائلة التي كانت قادمة لزيارته وذلك عند الساعة 03:40، فحلوا بالمكان الذي كان به ورافقهم إلى المكان الذي ترك به سيارته.
وتأسف "الضحية" لكل هذه الإجراءات البيروقراطية التي جعلته يعاني الكثير فقط من أجل تحرير محضر كان غرضه وهدفه من كل ذلك هو حماية عابري الطريق الذي وقعت به الحادثة من أي محاولة سرقة قد يتعرضوا لها من قبل قطاع الطرق.
وأورد أنه بالرغم من كل هذه المعاناة، إلا ان الشكاية لم تكتمل لكون الدرك الملكي طلبوا منه يعود في الغد ويحمل معه رخصة التنقل التي كان تركها في السيارة، على أن يتوجه بعد ذلك للمحكمة بتيفلت.
وقال إنه تخلى عن كل ذلك، بسبب الإجراءات المعقدة، التي لا تساعد عن حصول أي تقدم في محاربة الجريمة المنظمة التي يقوم بها بعض قطاع الطرق على الطرق المغربية لاعتراض سبيل المواطنين ليلا وسلب أرزاقهم وربما روحهم.