البيضاويون يستنكرون ما تعرضت له قبور ذويهم جراء الفيضانات ويحملون المسؤولية لمجلس البيضاء

استنكر المواطنون ما تعرضت له قبور ذويهم من انهيارات وانجراف التربة عنها نتيجة سيول الأمطار التي تكدست مشكلة بركا مائية في قلب مقبرة الغفران، الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء، محملين المسؤولية لمن يدير هذا المرفق وللجهات الموكول لها متابعة تسييره وتنظيمه وعلى رأسها مجلس جماعة العاصمة الاقتصادية.
وعاينت الجريدة 24 اليوم الإثنين، توافد عديد العائلات من أجل معرفة مدى تأثر قبور ذويهم من الفيضانات التي عرفتها المقبرة المذكورة، وذلك بعد أن تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات يندى لها الجبين، أظهرت أن عددا من القبور هوت وأخرى غطتها المياه وأسقطت شواهدها التعريفية، التي يوضع عليها اسم المتوفي والسنة التي غادر فيها دنيانا.
واعتبر البيضاويون الذين لقيناهم بالمنطقة أن مجلس جماعة الدار البيضاء أولا وباقي المقاطعات التي تدفن موتاها في مقبرة الغفران بشكل ثانوي تتحمل المسؤولية عما وقع في هذا المكان، مشيرين إلى أن العشوائية في التسيير والفساد ينخر جسد مؤسساتنا والهيآت المسؤولة على تدبير الشأن المحلي أو ما يرتبط بذلك من الخدمات الملزمة الجهات الرسمية بتقديمها ووضعها رهن إشارة المواطنين.
مباركة، امرأة خمسينية شيِّع جثمان والدتها منذ سنتان بمقبرة الغفران، ترى بأن إدارة هذا المرفق لا تقوم بدورها كما يجب، متسائلة عن دور المنتخبين فيما يقع، مبرزة أن ما حدث من انحدار القبور وغمر المياه لها كان منتظرا، معبرة بغضب عن استغرابها من برودة تفاعل المسؤولين، وإنشغالهم فقط بتبادل الاتهامات فيما بينهم حول ما خلفته التساقطات المطرية في ظل ضعف البنية التحتية من مشاهد صادمة بالمدينة الميتروبولية.
وأضافت المتحدث ذاتها، أن عدم الإسراع في إصلاح الانهيار ات والتهاوي الأرضي الذي كشف القبور من الداخل، قد يعرض هذه الأخيرة للتخريب أو التلاعب بالجثامين من طرف الحيوانات كالكلاب الضالة، والمشعوذين الذين يستعملون في أعمال السحر أعضاء الموتى.
وفي السياق ذاته، حمل خالد الذي لم يمضي على حضوره للمقبرة وقت طويل لجنازة أحد أقربائه مسؤولية ما وقع، لأكثر من عامل أبرزهم الشكل أو الكيفية التي يتم بها التحويط بالقبر، إذ تغيب عنه مواد البناء كالإسمنت والرمل ويتم استخدام التربة الحمراء والحصى (الكياص) ما يسمح بنفوذ الماء لداخل القبور.
وأشار الشخص ذاته إلى أن المقبرة تقع في منحدر ما يسمح بتجمع المياه بها وبجوانبها السفلى بشكل خاص، معاتبا المسؤولين عن اختيار وتدبير هذه المرافق الحساسة، الذين لا يراعون المعايير العلمية، مشددا على أنهم لا يفهمون إلا لغة الكراسي وخدمة مصالحهم الشخصية، متناسين من أوصلهم للقيادة والمسؤولية بغية السهر على تحقيق المطالب والخدمات للمواطنين.
وأبرز ذات المتحدث، أن حزب العدالة والتنمية أثبت فشله في تسيير الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية لولايتين متتاليتين لم تفرز إلا الخيبات والويلات للبيضاويين، علما أن عمدة مجلس المدينة "البيجيدي" عبد العزيز العماري وأغلب رؤساء مقاطعات البيضاء ينتمون للبيجيدي.
ويذكر أن بعض شباب المناطق المجاورة للمقبرة، قاموا بمبادرة جميلة يوم أمس الأحد، تمثل في قيام بأعمال تطوعية من أجل إصلاح ما يمكن من إعادة الشواهد لمكانها، وإزالة العوالق التي التصقت بالقبور نتيجة الرياح، ومجاولة تصريف بعض المياه المتجمعة.
ولم تصمد البنيات التحتية للعاصمة الاقتصادية، أمام الزخات المطرية، حيث شهدت معظم شوارع وأحياء المدينة اختناقا واضحا بسبب قوة مياه التساقطات، ما أدى إلى تعثر حركة السير وإغلاق مناطق بأكملها، وكذا غرق مجموعة من السيارات.
وعرت التساقطات التي شهدتها شوارع وأحياء العاصمة الإقتصادية، عن واقع البنية التحتية، إذ لم تقوى مجاري الصرف الصحي على تحمل المياه التي تكدست، في ظل عدم استعداد المسؤولين المنتخبين والشركة المفوض لها بتدبير هذا القطاع لهذه المرحلة الموسمية، التي تتكرر صورها كل سنة.