غباء المخابرات الجزائرية يحير العالم بالترويج لوثائق مزورة حبلى بالتناقضات

هشام رماح
المتابع لـ"نعرات" المخابرات الجزائرية يستمتع كثيرا ثم طويلا بغباء القائمين على جهاز لن يُظلم إن وصف بالـ"قروسطوي"، على أن آخر الخرجات التي تلقي المرء على قفاه من القهقهة، هي وثائق مزورة جرى الترويج لكونها "سرية" و"مسربة" لعلها تشفي غليلا يعتمل في صدور الجنرالات الهرمة التي تشد الخناق على الجارة الشرقية.
وقد يتوفق الأغبياء في مساعيهم لو أنهم يناورون بسلاح الوضع والتزوير ضد من هم على شاكلتهم، لكن صخرة الحقيقة صلدة وتتكسر عليها كل الأكاذيب، مثل ما تخلل "النعرة" الجديدة للمخابرات الجزائرية، وقد روجت لوثيقة مزورة يشار إلى أنها موقعة من محمد حمزاوي، السفير المغربي الذي جرى تعيينه في دولة الإمارات العربية المتحدة، دون أن يلتحق بها بعد حيث لا يزال ممارسا لمهامه في الأراضي الفلسطينية.
الحقيقة الساطعة تفيد بأن الوثائق "المسربة" هي مزورة قطعا، لماذا؟ لأن إحداها مذيلة بتوقيع السفير محمد الحمزاوي، الذي سماه الملك محمد السادس سفيرا للمملكة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في 06 يوليوز 2020، دون أن يجري تعيينه بعد، وهذا أمر قد يغيب على النظام الجزائري، الذي لا يفقه في البروتوكول الذي لا يعطي للتعيين فعاليته ما لم يجري استقبال السفير من لدن عاهل المملكة.. إنه تقليد راسخ قد يفهمه "البريطانيون" الضاربون بنظامهم الملكي مع المغاربة في التاريخ.. أما الذين هم بلا تاريخ فهم خارج السياق.
وبالرجوع للوثيقة المزورة فيشار إلى أنها "رسالة شكر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله" إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والتي يتمحور متنها حول "عبارات التقدير والثناء والامتنان" لما وصف بـ"عظمة" موقف الإمارات تجاه المملكة، وهي "تلميح" ضمني ينسجم والإشاعات المروجة بشأن تحويل مبلغ 1,5 مليار دولار في حساب الحكومة المغربية كمقابل لإحياء العلاقات مع إسرائيل.
لكن المثير للضحك والمتعة في غباء المخابرات الجزائرية إزاء "نعرة" الترويج لهذه الوثيقة المزورة أنها جاءت مؤرخة بتاريخ 20 يونيو 2020، والحال أن تسمية السفير محمد الحمزاوي، كسفير مرتقب تعيينه في الإمارات العربية المتحدة لم يتم إلا في 06 يوليوز 2020، والفرق الزمني هنا شاسع وفارق بين الحق والباطل الذي يتأبطه أعداء المغرب كلما ضاقت بهم السبل.
ولا ضير في تعميق جراح الأغبياء بالإشارة إلى أن السفير محمد الحمزاوي، ظل سفيرا للمملكة في فلسطين، منذ 2009، إلى 2020، ولا يزال ماسكا ضابطا للشؤون الدبلوماسية للمملكة في البلد العزيز على المغاربة، بينما الجزائر التي تتشدق بـ"حبها" و"مؤازرتها" لفلسطين والفلسطينيين فلا تملك حتى سفارة لها أو تمثيلية دبلوماسية لها في الأراضي الفلسطينية.. وهذه حقيقة أخرى قد تبدو عرضية يغفلها الجميع، لكن الواقع يفضح بها ازدواجية وحربائية السلطة العسكرية الحاكمة في الجزائر.
وإلى المخابرات الجزائرية نقول: لم تستطيعوا خطف احترامنا لكم بذكائكم لكنكم بالفعل حيرتمونا بغبائكم.. فهلا رفعتم قليلا من المستوى.