هكذا فُجِعَ ذباب "بوليساريو" من هجر "بيدرو آلتاميرانو" لفراش الانفصال

هشام رماح
المغرب وحدوي ينبذ الانفصال، هكذا يعرفه الجميع عبر أصقاع العالم وهو لا يخفي ذلك وتاريخه يشهد به.. لكن كيف العمل والانفصاليين ومن يمولونهم أغبياء لدرجة ظنوا معها أن اتهاماتهم له بدعم القادة القبائليين في الجزائر للانفصال ستجد لها صدى؟
رجع الصدى الذي عاد للانفصاليين هو عدم مجادلة أحد في أن صاحب الحق جُبِل على أن يكون مباشرا حاسما وحازما لا يتلوى ولا يتنطع للحصول عليه، وهذا ما يتقنه المغرب الذي دحر "جرذان" الانفصال ممن لم يخبروا هذا الحس وظلوا يلعقون أحذية العسكر في الجزائر الذي صنعهم وجعلهم وإياه يتفكهون على المحتجزين ويأكلون غلة المساعدات الوافدة عليهم من الخارج.
كيف يعقل أن بلدا يؤمن بوحدة الأوطان وبسياسة اليد الممدودة ولم يخجل من تكرار مدها، أن ينتصر لمنطق النعرات الانفصالية ويعمل جاهدا لبث الفرقة في البلدان؟ كما الشأن الذي يحاول الانفصاليون عبثا إثارته حتى يصفوا حسابات عالقة بينهم و"رجُلهم" "بيدرو آلتاميرانو" الناطق الرسمي باسم ما ينعت بهتا وزورا بـ"المجوعة الدولية لدعم الصحراويين" ورئيس "التجمع الوطني الأندلسي" الداعي لانفصال إقليم الأندلس عن إسبانيا، فماذا تغير بين الأمس واليوم حتى أصبح الأخير في "كوليماتور" "بوليساريو" وقبلها الجزائر؟
على ما يبدو انقضى شهر العسل الذي كان يجمع بين "بيدرو آلتاميرانو" وجبهة "بوليساريو"، والانفصاليون استشعروا شعور العاهرة التي يُقضى منها الوطر وترمى عظما بعد نهش لحمها.. وهو ما يصدق على علاقتها بـ"الرجل" "بيدرو ألتاميرانو" الذي استلذ بـ"مضاجعة" الجبهة قبل ان تراه منقلبا عليها بعدما تغيرت المعادلة على أرض الواقع.
ولمن يجهل حجم الحقد الذي أصبح من نصيب "بيدرو آلتاميرانو" الذي كان من أشد المساندين للانفصاليين، عليه العودة للرسالة التي وجهها مؤخرا بصفته ناطقا رسميا بالمجموعة المزعومة والتي أرسل من خلالها وابلا من الركلات لمؤخرات الانفصاليين يعلمهم من خلالها أنهم أخطؤوا العنوان باستفزازهم المغرب.
وكان بداية نهاية الطبطبة على "بيدرو آلتاميرانو" والتي دامت لسنوات، حينما انتصر لصوت العقل وطالب "بوليساريو" في شريط فيديو نشره على صفحة المجموعة التي تدعم الانفصاليين وعلى صفحته الشخصية في "تويتر" بـ"نسيان العمل العسكري وتوقيفه نهائيا لأنه لم ولن يجدي نفعا مع المغرب"، خاصة عقب التطورات التي شهدتها منطقة الكركرات بالصحراء المغربية مؤخرا.
هكذا أصبح "آلتاميرانو" عدو لدودا للجبهة الانفصالية التي لا ترتضي النصيحة وتعادي من يريها جادة الصواب، ولتصفية الحساب معه ليس من ضير لدى "الذباب" غير "فبركة" وقائع وإلصاقها بظهره ولم لا ربطها مع المغرب؟ حتى وإن كان الربط غبيا.
وبغباء مثل هذا.. يستفيد المغرب من محاسن عدة، لأن لا أحد يصدق ما يروج له الانفصاليون، وفي موقف المغرب حينما اشتدت دعوات انفصال إقليم "كاتالونيا" عن إسبانيا ما يكشف حقيقة معدنه التي تقوم على حسن الجوار وتنتصر للحمة بين الشعب الواحد والرقعة الترابية الواحدة.
أما مواقف من يعادون المغرب فهي سافرة مكشوفة للعيان، كما حدث حين إثارة النظام الجزائري لإمكانية مد خط بحري بين ميناء الغزوات وثغر مليلية المحتل.. وهذا ما يكشف فعلا حقيقة معدن العسكر ومعهم الأزلام الانفصاليون الذين يتمسحون على أرجلهم ابتغاء مرضاتهم.
هناك فرق كبير وشاسع بين صاحب الحق وصاحبات "الهوى" اللتان فطنتا أن "بيدرو آلتاميرانو" افتض بكارتهما وهرب من علاقة نفعية وغير شرعية.. بعدما ارتد له العقل.. فكل العزاء لهما ولا شماتة.