تبون يكسر الرقم القياسي للغياب خوفا من ظهوره ضعيفا في الذكرى الثانية لحراك الجزائر
هشام رماح
تفوق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على سلفه عبد العزيز بوتفليقة في الأكثر غيابا بينهما عن البلاد من أجل الاستشفاء، إذ لم يستطع العودة، نهاية الأسبوع الماضي كما كان مقررا، إلى قصر المرادية من ألمانيا حيث لا يزال غير قادر على الوقوف والمشي.
وقضى عبد المجيد تبون، ما مجموعه 88 يوما في ألمانيا التي عاد إليها من أجل العلاج منذ 10 يناير 2021، بينما كان مقررا أن يعود للجزائر بين يوم أمس الأحد واليوم الاثنين 7 و8 فبراير الجاري، ليتم تأجيل العودة لوقت لاحق.
وكان الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة قضى 81 يوما خارج الجزائر في رحلته العلاجية إلى مستشفى "فال دوغراس الفرنسي"بين 17 إبريل حتى التاسع من يوليوز 2013، ليحطم تبون الرقم القياسي المسجل بين رؤساء الجزائر!
وغادر عبد المجيد تبون الجزائر في منذ 28 أكتوبر 2020 حتى 28 دجنبر 2020، إذ عاد إلى الجزائر من أجل التوقيع على قانون الموازنة والدستور الجديد، قبل أن يعود مجددا بعدها إلى ألمانيا في 10 يناير 2021 الثاني حتى اليوم 8 فبراير 2021.
في المقابل، أفادت مصادر مقربة من الرئاسة الجزائرية لنشرة "Maghreb Intelligence" بأن طول غياب الرئيس الجزائري يعود لكونه لا يزال عاجزا عن الوقوف على قدميه أو المشي، وأنه يخضع لحصص ترويض ليتجاوز عجزه.
نفس المصدر نقل أن الرئيس الجزائري لم يتقبل حالة العجز التي أصبح عليها وكلف فريقا طبيا للسهر على استشفائه، ومساعدته على استرداد قدرته على الوقوف والمشي حتى يظهر أمام الشعب الجزائري "معافى".
الرغبة في الظهور "قويا" تتجذر في نفس الرئيس الجزائري الذي لا يرغب في تذكير الشعب الجزائري بحقبة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي ظل يحكم البلاد صوريا من على مقعد متحرك، كما أشارت النشرة المغاربية.
وفيما تقرر تمديد فترة بقاء الرئيس الجزائري في ألمانيا لحين خضوعه لعلاجات تمكنه من استرداد عافيته فإن الأمد الذي وضع لعودته تحدد في 22 فبراير الجاري من أجل امتصاص غضب الجزائريين.
ويروم عبد المجيد تبون والجنرالات في الجزائر عودة الرئيس إلى البلاد تزامنا مع التاريخ الذي حددته أطياف من الشعب الجزائري للخروج إلى الشارع للمطالبة بإحداث تغييرات جذرية في البلاد منها التخلص من الرموز الحاكمة حاليا.
ويرغب النظام الجزائري في تقديم نفسه قادرا على إدارة البلاد بعدما تناسلت دعوات لعودة "الحراك الشعبي" في الجزائر تزامنا والذكرى الثانية لمظاهرات 22 فبراير 2019، التي اجتاحت الجارة الشرقية للمغرب.