محمد الدرويش
تدخل عمليات التلقيح ببلادنا اسبوعها الثاني ، و يمكن القول إنها تمر في أجواء ممتازة عنوانها الأبرز الحرفية العالية لقطاعات الداخلية و الصحة و التربية و التكوين من حيث التدبير و التنظيم و التواصل ، و هذا ليس بغريب على المغرب الذي له تجارب سابقة في تنظيم مثل هاته العمليات خلال القرن الماضي ، لكن ما أثارني يوم أمس هو اتصال مجموعة من الاساتذة الباحثين من مدن الرباط و البيضاء و اكادير ..يشتكون من عدم استفادتهم من هاته العملية و السبب هو كونهم متقاعدون ،
قد يكون الأمر طبيعيا و عاد ) لكن الشيء غير العادي هو كون هؤلاء الأساتذة عددهم في المغرب لا يتجاوز 100 أستاذ بكل مؤسسات التعليم العالي ما زالوا يمارسون و يؤطرون و يقبلون على أقسام و مدرجات الكليات و لهم احتكاك مباشر مع طلاب الماستر و الدوكتوراة كباقي زملائهم ، ثم إن من بين هؤلاء من تقلد مناصب دستورية و تحمل مسؤوليات وطنية و دولية و لهم تأثير معنوي على محيطهم ، فهم إن كانوا بلغوا سن التقاعد الإداري فإنهم لم يبلغوا حد التقاعد العلمي و البيداغوجي ؛ لذلك هم ممارسون ( En exercice )
فلماذا لم تدرج أسماؤهم ضمن لوائح التلقيح ؟ لم تدرج لأن إدارة رئاسات الجامعات التي ابتدأت فيها هاته العمليات تعاملت مع الموضوع بطريقة تقنية صرف ، و قد لا تكون استشارت في الموضوع مع عمداء و مدراء المؤسسات التابعة لها ، و فهمت الأستاذ الممارس بكونه الأستاذ الذي لم يبلغ بعد سن التقاعد اي 65 سنة و لم يجدد له ! في حين ان الممارس هو الأستاذ الذي ما زال له ارتباط و اتصال بفضاء الكلية و بطلابه و زملائه ،
ثم إن السلطات الولائية و الصحية تعتمد على اللائحة التي تتسلمها من الجامعات ، و حين نعلم ان رهان التلقيح رهان وطني و يتطلب انخراط الجميع ؛بل يقتضي عدم الخطإ من اي جهة كانت ، ويدعو الى التعبئة الجماعية و التواصل و التحسيس ، بل إن اموالا تصرف من اجل حق الناس على التلقيح و لهؤلاء الأساتذة - على قلة عددهم كما لباقي الزملاء غير المتقاعدين اداريا/ تأثير على طلابهم و زملائهم ومحيطهم و هم حين يتلقحون سيحدثون الجميع بذلك و سنكون أمام حملة تواصلية و تعبوية بالمجان ،
فلماذا لم يفكر رؤساء هاته الجامعات في الأمر ، قد يكون لأنهم منشغلون بقضايا اخرى...!!!
لذا نرجو استدراك الأمر فهو في بداياته ، و لهؤلاء الرؤساء نقول قد يأتي الدور عليكم في قضايا أخرى ،فتحسون بما يحسون.
*الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي قبلًا ورئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين