هكذا اكتشف العالم ظلم الجغرافيا للمغرب بوضعه جنب الجزائر

هشام رماح
لم يكن الجميع على معرفة بمدى ظلم الجغرافيا التي جعلت المغرب جارا للجزائر، لكن الجهل بدأ ينقشع ويعلم المتتبعون لمسار الخلاف البيني بكل يقين أن مجاراة بلد يحاول تدبير أموره بالسخرية الفارغة من الجيران أبشع ما قد يكون من بواعث البؤس والشقاء في الركن القصي شمال القارة الإفريقية.
وفيما تربى المغاربة على أشياء لم يتربى عليها البعض من الجيران فإن العذر معهم على "قلة الأصل" وهذا أمر متجاوز، لكن أن تبلغ دناءة الإعلام النظام الجزائري وإعلامه مستوى رديئا مثلما قامت به قناة "الشروق" في حق ملك المغاربة من طنجة إلى الكويرة وفي مختلف أصقاع العالم، فهو أمر مخز لهؤلاء والترفع عن الرد عليه من شيم الأقوياء.
ملك المغرب وشعبه منشغلون في شق الطريق نحو المستقبل، والنظام الجزائري يمعن في المضي قدما نحو الهلاك، وقد تأبط كل الشرور وضرب كل القيم عرض الحائط إزاء بلد بذل رجالاته العرق والدم لتحرير الجزائر فما كان من نظامها غير مقارعة اللقمة باللكمة، وهذا أمر لا تقترفه حتى الكلاب.
نعم الكلاب تصون والبشر يخون، والاحترام واجب للكلاب مع الاعتذار لها مسبقا على وضعها في نفس منزلة بشر مثل الماسكين بأمور الجزائريين وإعلامهم، الذين بلغت نذالتهم وحقارتهم حد إفراد برامج للسخرية من المغرب ورمزه الأكبر، والحال أن المغاربة لو لم يتربوا على احترام الغير لقالوا الكثير مما هو متاح أمامهم لكن يتعففون.
فضائح الجزائر تتناقلها القنوات في العالم كما جاء في نسخة برنامج "جو شو"، على قناة "العربي" لهذا الأسبوع والذي فضح حجم المعاناة التي يعانيها الجزائريون بلا حليب مع نظام الحليب الذي نهب أموال الغاز وترك البلاد صفرة اليدين، لكن النظام تغاضى عن حل أزماته وراح ينبش فيما هو بعيد عنه بُعدَ السماء عن الأرض.
التغاضي عما يقترفه الجاهلون في الجزائر ميزة وليس نقيصة، ومندرج في "فن التغافل" لأن الجاهل مثل حكام الجزائر يفعل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه، وهو ما ثبت للعالم حينما اكتشف سوء نظام لا يقيم وزنا لحسن الجوار والكياسة في حل الخلافات، أما رمز المغرب الملك محمد السادس فهو أكبر بمحبة الناس وتشبثهم به من أن يدافع عنه أحد.
والمغاربة لا يرتبون الشعوب في قلوبهم.. أفعال هؤلاء من تتكفل بذلك.