الشكايات الكيدية..السلاح الجديد لمحترفي النصب والابتزاز

فاس: رضا حمد الله
يتخصص بعض الأشخاص في تقديم الشكايات الكيدية بأسمائهم أو بدونها، ضد مسؤولين في قطاعات مختلفة، للي أياديهم وابتزازهم أو إلهائهم عن تحريك الماء الراكد في ملفات ساخنة تتفجر من حين إلى ٱخر.
مختلف محاكم المملكة تشهد على عرض والبت في شكايات مقدمة من أشخاص وحتى من هيئات، انتقاما ولجر المقدمة ضدهم، للمساءلة والتحقيق والمحاكمة وأحيانا صدور أحكام سالبة للحرية إن توفرت أدلة وقرائن قد تصنع للإيقاع بالمراد الانتقام منهم.
اخر ما تفتقت عنه عبقرية هؤلاء ما قامت به المسماة أمال بوسعادة، والتي زعمت فيها أنها رفعت شكاية أمام "محكمة نيقوسيا الدولية" بتهمة السب والشتم والتحريض ضد صحفيين ومسؤولين سامين مغاربة.
واتهم عدد من المدونين أمال بوسعادة بالسعي نحو "البوز الإعلامي" عن طريق تفجير فقاعات هوائية بحثا عن الشهرة على حساب إعلاميين ومسؤولين مغاربة سامين، إذ استغربوا مما وصفوه "إمعانها في الكذب من خلال ادعاء أن محكمة مقاطعة نيقوسيا هي محكمة دولية، والحال أنها هيئة قضائية عادية لا تتوفر على أي اختصاص ترابي أو نوعي دولي".
ما يقوم به امثال هذه الاخيرة هدر للزمن القضائي خاصة أمام ما تكلفه المساطر من مجهود بشري ومادي للبحث في شكايات على مقاس ورغبات وأهواء مقدميها لغاية في أنفسهم، قبل أن تنجلي الحقيقة التي تكون أحيانا صادمة للجميع، سيما إن ثبتت براءة المشتكى به من المنسوب له.
هؤلاء يؤدون ثمن تلك الشكايات، من ظروفهم النفسية والاجتماعية وما يعانونه من ضغط وما قد يلصق بهم من اتهامات، يصعب تنقية ذواتهم منها حتى بصدور حكم البراءة الذي لا يمحو الندوب النفسية والأضرار الاجتماعية والمهنية.
السياسيون ومسؤولو الأمن والقوات المساعدة والجيش والقضاء نفسه، قد يسقطون ضحايا الوشايات الكاذبة والشكايات الكيدية التي قد تكون مجهولة أو تقدم بأسماء أشخاص مشهورون بما يقدمون من عدد الشكايات، دون أن ينالوا جزاء اتهامهم الباطل، إلا في حالات قليلة يلجأ فيها ضحاياهم لتقديم شكايات بالوشاية الكاذبة وتضليل العدالة، بعد الحكم ببراءتهم.
الشكاية الكيدية سلاح فتاك بسمعة المقدمة ضدهم، ولمقدميها مطامح مادية أو معنوية تحقق جزء من أهداف مضمرة في ظاهرها وباطنها. ولتحقيق الردع لا بد من رد الاعتبار المشتكى بهم كيدا، بالبحث عن بدائل للبحث في مضمون تلك الشكايات قبل عرضها على الجهة المختصة، ومن ذلك إجراء أبحاث سرية للتثبت من كل معلومة تلافيا لكل ما من شأنه تشويه السمعة وهدر الزمن القضائي والإداري، طالما أن لبعض مقدمي تلك الشكايات، غل وبغض في نفوسهم.