فاس: رضا حمد الله
تحولت هشاشة شقق فاخرة واختلالاتها البنيوية والجمالية، موضوعا للسخرية بمواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول صور لافتات مثبتة ببعضها كشفت سقوط مقتنيها، ضحايا ثقتهم العمياء في شركات بنتها، على غرار صورة متداولة في فيسبوك كاشفة لإحساس زبونين في العمارة نفسها.
الشركة المعنية بتلك الصورة هددت باللجوء للقضاء بداعي تضررها من تداولها، وسيلة لرد الاعتبار لنفسها واستعادة سمعتها والثقة فيها، بعدما انتشرت بشكل واسع وتفاعل معها المئات من الفيسبوكيين. لكن التهديد لن يمنع ما يجب من ضرورة مساءلة لواقع ليس استثناء، إنما يتكرر في حالات أخرى.
"زبون تقولب" عبارة مثبتة باللغتين العربية والفرنسية، على واجهتي منزلين فاخرين مفروض أن تتوفر فيهما كل معالم الجمال والتجهيز الموازيين لقيمتهما المالية. وفيها دليل على فقدان الثقة في شركة أو شركات تحتال على زبنائها بعروض لا توازي حقيقة واقع شقق تسوقها بصوره الفاخرة، لكنها تحتاج إلى "روتوشات".
زبناء يؤدون مبالغ مالية مهمة نظير امتلاك "قبر" دنياهم بمواصفات تضمن وتصون كرامتهم. لكنهم يصدمون بعدم توفر تلك الشقق على تلك المواصفات، مما يثير احتجاجهم كما وقع في حالات كثيرة احتج فيها زبناء على شركات لم تلتزم بتعهداتها اتجاه زبنائها المتعامل معهم.
نقص في التجهيز وهشاشة في البنية والكهربة والربط بالماء بل قد يصل الأمر إلى تسرب المياه من السقف مما يغضب زبناء منصوب عليهم وانخدعوا في حقيقة شقق ليس بينها وبين الفخامة إلا الخير والإحسان، مما يضاعف معاناتهم ويرفع تكاليف الصيانة والإصلاح التي تثقل كواهلهم.
هذه الاختلالات قد تكون طبيعية في حالة السكن الاقتصادي، لكنها لا تقبل في حالة السكن الراقي رغم أن "التقوليب" غير مقبول في الحالتين، طالما أن الشركات مفروض أن تلتزم بكل تعهداتها وأن توفر التجهيزات والمواصفات المسوقة، كي لا يتحول الأمر إلى نصب واحتيال معاقب عليه قانونا.