جشع الزنك والرصاص.. سلطات الجزائر تنتصر للربح المادي على حياة القبايليين والبيئة

هشام رماح
ضرب النظام الجزائري عرض الحائط بكل المحاذير اللازمة لاحترام البيئة وقد قرر إنشاء مشروع لاستخراج الزنك والرصاص في منطقة القبايل، غير بعيد عن المحمية الطبيعية "كورايا" المصنفة من لدن منظمة الـ"يونيسكو" الأممية.
وصمت السلطات الجزائرية آذانها إزاء نداءات للحفاظ على المحيط الحيوي في منطقة "تالة حمزة" التي يقطنها 12 ألف نسمة، وقد منحت رخصة استغلال "خيرات" القبايل، لمدة 20 عاما، لمجموعة صينية أسترالية بإشراف من شركة التعدين الجزائرية "Terramin".
وبقرار السلطات الجزائرية تكون قد وضعت صحة القبايليين رهن المجهول بسبب المخاطر التي يتسبب فيها الرصاص القابل للذوبان حيث يعمل لا محالة على تلويث المياه الجوفية والغطاء النباتي ومعه البشر والحيوانات التي تعيش في المنطقة.
قرار السلطات يبدو خطيرا إذا ما تم الرجوع إلى قرار السلطات الأوربية الرامي بمنع إنشاء مثل هذه المشاريع على مقربة من المناطق المأهولة بالسكان والمحميات الطبيعية، بعد كارثة كانت وقعت في مدينة إشبيلية بإسبانيا خلال عام 1998 حينما انكشف تشبع حوض مائي يضم 3 ملايين متر مكعب بالرصاص والزنك مسببا أمراضا مزمنة لدى الساكنة.
وتم إقرار إنجاز المشروع بعد رفض مسجل من قبل الحكومات الجزائرية السابقة، بسبب التخوفات البيئية لكن التغيرات الطارئة في النظام جعل القائمين عليها يصرون على تحقيق الأرباح من منطقة القبايل ولو على حساب أهلها.