حينما يجد المغرب في قلة الاهتمام راحة للقلب وزيادة في "فقصة" النظام العسكري الجزائري
هشام رماح
مرض النظام الجزائري لا يبرأ.. ولمعالجته ينبغي الاهتمام بالسبب بدل العرض، والسبب ليس غير المغرب الذي وجد في قلة الاهتمام راحة للقلب، وجعل بتجاهله الجنرالات الجزائرية وحوارييهم يتخبطون بـ"الفقصة" على الدوام.. والقادم أصعب.
الفقصة الجزائرية تبدت جلية في خرجة وزارة الدفاع الجزائرية التي جاءت من خلال بلاغ صدر اليوم الأحد، لتكذب فيه أنباء عن مشاركتها مع القوات المغربية والفرنسية في عمليات عسكرية مشتركة مع مجموعة دول الساحل الخمس.
ورغم أن النبأ لا يستحق العدوانية التي تتقطر من بلاغ وزارة الدفاع الجزائرية فإنها بادرت إلى اتهام المغرب بالترويج لهكذا أنباء ووصفه بـ"بوق الفتنة" وبوقوف جهات أجنبية وراء ترويج مثل هذا المعلومات الـ"غير واردة وغير مقبولة".
الخرجة العدوانية الجزائرية جاءت مبالغا فيها حتى والمغرب لم يتبناه أو يتحدث رسميا عن هكذا واقعة ولم يبالي بها ولا بالنظام الجزائري أو قواته العسكرية، لكن الجنرالات في الجارة الشرقية ارتؤوا في هكذا فرصة مناسبة لمحاولة النيل من المغرب لكن هيهات.
وحسنا فعل المغرب لسنوات وهو يصرف لنظام الجزائري برود القلب ويبادل استفزازاتها بعدم المبالاة، لكن هذا التجاهل لم ينزل بردا وسلاما على العسكر بقدر ما يوقد نارا مستعرة في قلوبهم تجاه المملكة، وقد جعله يتربص بالمغرب الدوائر في محاولة منهم رد صاع التجاهل صاعين.
خرجة وزارة الدفاع الجزائرية المتجسدة في بلاغها المسموم يكشف خروج النظام الجزائري عن طوره، وانفلاته من عقاله عبر مهاجمة المغرب بما ليس فيه من قبيل تدخله في شؤون جيرانه والحال أن سجل الجزائر حافل بانزلاقات لافتة لصفاقة غير معهودة في شتى الأنظمة التوليتارية.
وبمنطق ضربني وبكا سبقني وشكا حاول النظام الجزائري الظهور بمظهر الضحية المضطهد حتى والمندبة كبيرة والميت فأر، وقد رأى الجنرالات فيها فرصة أخرى للانقضاض على المغرب الذي لا يبالي بهكذا نعرات وقد أحسن فعلا بتحري التجاهل.. رغم الحشر المستمر للنظام الجزائري لأنفه في أمور المغرب.
ويظل المغرب واضحا في تجاهله للجزائر وهو يحلق بعيدا عن الجارة المسجونة من قبل الجنرالات، والنظام الجزائري يحاول تقليد ذلك بادعائه تجاهل المملكة دون جدوى لماذا؟.
لأن الكل يعرف أن أشد أنواع الاهتمام ادعاء التجاهل كما تحاول الجزائر جاهدة، وللجنرالات فيها يقول المغرب راحة اللسان في قلة الكلام وراحة القلب في قلة الاهتمام.. فاللهم ارزق نظام العسكر عدم المبالاة بالمغرب وخفف عنه "الفقصة".
