وهبي يفقد البوصلة ويلتمس العفو لـ "الجلاد" ويتنكر لـ "الضحية"

مع بداية العد العكسي للاستحقاقات الانتخابية التي سيعرفها المغرب الصيف القادم، فقد قادة بعد الأحزاب السياسية البوصلة بخصوص الخطاب الذي يتعين عليهم طرحه لاستقطاب الأصوات.
أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي ، اختلطت عليه الأمور داخل البرلمان وهو يدعو إلى انفراج سياسي كشرط لإنجاح هذه المحطة الانتخابية، وكأن المغرب يعيش أزمة سياسية، والحال أن وهبي لايملك أي تصور أو وصفة تمكنه من الحفاظ على المقاعد التي ورثها عن سلفه.
مصطلح الانفراج السياسي يقتضي أن هناك أزمة خانقة تمر بها البلاد لكن واقع الحال يؤكد أن المملكة تنعم في ظل استقرار سياسي يقل نظيره في المنطقة ككل، فعن اي انفراج يتحدث وهبي؟
نسي أمين عام حزب الجرار، وهو المحامي الذي يتعين عليه الوقوف إلى جانب التطبيق السليم للقانون، أن من اعتبر اعتقالهم وإدانتهم في قضايا الحق العام، مشوش على اللحظة السياسية التي يعيشها المغرب، نسي، إن هؤلاء لديهم خصومة مع القانون وليس مع الدولة.
توفيق بوعشرين مالك اخبار اليوم المدان بـ 15 سجنا بتهمة الاتجار في البشر والاعتداء الجنسي، هو في خصومة مع ضحايا حقيقيين منهن من لاتزال تتلقى العلاج النفسي جراء الاعتداء الصارخ الذي تعرضن له.
كان حريا على وهبي وهو يلتمس الإفراج عن صديقه الصحفي، أن يقوم بنفس المسعى لجبر ضرر ضحياته من مستخدماته السابقات، وهن بالمناسبة لم تحصلن بعد على التعويض المقرر لهن من قبل المحكمة.
الملف الثاني الذي يمسك به وهبي ومن يسير على منواله ويزعم بوجود أزمة سياسية تقتضي الانفراج يتعلق بملف ما تبقى من معتقلي احتجاجات الحسيمة، وعلى رأسهم الزفزافي، هؤلاء لديهم خصومة مع القانون بعد أن هددوا النظام العام.
كان حريا على من يلتمس الإفراج عنهم أن يوقعهم على إقرار يعترفون بكونهم كانوا على خطأ حينما اعتبروا جميع الأحزاب السياسية مجرد دكاكين سياسية، وانخرطوا في مشروع تخريبي هدفه الإجهاز على المكتسبات التي حققتها المملكة في جميع الميادين.
مشكلة وهبي ومن يسير على شاكلته أنهم لازالوا يفكرون بطريقة مرحلة قبل التناوب التوافقي التي اجتازها المغرب بسلام، لم يستطيعوا التخلص من طريقة التفكير القديمة ويمتحون من نفس المصطلحات ويستدعون ذات الأدبيات، للتعبير عن واقع لم يعد معاشا.
عوض أن يجتهد هؤلاء لإيجاد أجوبة حقيقية للاسئلة التي تشغل بال المغاربة في الظرف الحالي، نجدهم حبيس مرحلة تاريخية مر منها المغرب وحصل ضحاياها على الثمن بل منهم من صار بيديه الحل والعقد في الكثير من القضايا.