خلفيات لجوء العسكر الجزائري لسلاح نزع الجنسية من المعارضين

في ظل عودة الحراك الشعبي بالجزائر بشكل قوي الى الشارع للمطالبة بتنحي النظام العسكري كليا عن مراكز القرار السياسي، وفي ظل افتقاد مؤسسات الحكم لشرعيتها، يعيش النظام العسكري الجزائري حالة من النرفزة والتيه الأمر الذي جعل الحكومة الجزائرية تقدم على إعداد مشروع قانون تعديلي على قانون الجنسية، يجيز سحب الجنسية من مواطنيها المقيمين خارج البلاد، الذين بدعوى أنهم "يضرون بمصلحة الجزائر".
وحسب الناطق الرسمي باسم الحكومة الجزائرية، عمار بلحمير، فإن سحب الجنسية، حسب المقترح، سيطبق على ثلاث فئات:
الاولى وهم "المتورطون في أفعال تلحق ضررا جسيما بمصالح الدولة أو تمس بالوحدة الوطنية"، والثانية "من يقوم بنشاط أو انخراط في الخارج في جماعة أو منظمة إرهابية أو تخريبية أو يقوم بتمويلها أو بالدعاية لصالحها" والفئة الثالثة وهي "كل شخص تعامل مع دولة معادية للدولة الجزائرية".
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية، أحمد نور الدين، أن التعديلات التي يعتزم النظام العسكري الجزائري تقديمها على قانون الجنسية الجزائري يأتي في إطار سياق عام يسير فيه هذا النظام وهو تكميم الأفواه في الداخل والخارج لإحكام السيطرة غلى الشعب.
وشدد أحمد نور الدين أن مشروع قانون الجنسية الجزائري وبما لقيه من انتقادات في الداخل والخارج ليس له من تفسير سوى كونه مخططا لضرب المعارضة وتكميم الأفواه واسكات الأصوات التي تطالب برحيل هذا النظام عن الحكم.
واوضح المتحدق "للجريدة 24" أن النظام العسكري الجزائري بعدما حاصر عددا من المدن ومنع التظاهرات بها ومطاردة من هم بالخارج، جاء الدور على الأصوات الحرة بالخارج التي تخرح وتدعو الى وقفات زمسبرات ضد النظام العسكري الجزائري، وذلك بعدد من المدن الأوروبية.
كما تستهدف تعديلات قانون الجنسية الجزائري مطاردة المدونين وبعض الأصوات الحرة التي تبث فيديوهات مباسرة عبر وساىط التواصل الاجتماعي تطالب برحيل النظام وتعبئ من أجل ذلك.
وأشار المتحدث الى أن المشروع الذي قدمته الحكومة الجزائرية يصدم بالقوانين الدولية وبرفض الشارع وبفقدان مؤسسات الجمهورية الجزائرية للشرعية، اذ لا يوجد قانون في العالم يسحب الجنسية من المواطنين الاصليين لاي دولة بسبب آرائهم أو مواقفهم السياسية.
ويرى الباحث السياسي أن ما يقدم عليه النظام العسكري الجزائري يؤكد شيئا واحدا وهو أن هذا النظام يجهز لنهايته بنفسه ويسرع من عملية تفككه الداخلي.