البيجدي: العدل والاحسان تزايد على المغاربة بصلاة التراويح

بعد خروج قيادات جماعة العدل والاحسان بتصريحات تتهم فيها الحكومة بأنها تستهدف الاسلام من خلال قرار منع إقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان بسبب الاجراءات الاحترازية المتعلقة بفيروس كورونا، خرج حزب العدالة والتنمية ليرد على "الجماعة" من خلال الموقع الرسمي للحزب.
واعتبر الحزب، من خلال "افتتاحية" أن مثل هذه التصريحات تعتبر كل من أشكال المزايدة، وتصريح خارج السياق، وبعيد عن العلم وحتى على الدين، فضلا عن أنه منطق متهافت وخاصة حين يتلبس بلبوس الغيرة عن الدين والدفاع عن الإسلام

وشدد المصدر أن "أخطر شكل من أشكال المزايدة هو محاولة بعضهم دغدغة مشاعر المؤمنين بادعاء أن الدولة والحكومة تحارب بهذا القرار دين المغاربة وتعتبره هو الحائط القصير بحرمانهم من صلاة العشاء وصلاة التراويح".

وتساءل المصدر "هل يسعى أصحاب هذا المنطق المتهافت أن يسمعوا يوما أن صلاة الترويح في بلادنا كانت لا قدر الله سببا في تحقيق أعلى نسبة من بداية الجائحة إلى اليوم". وأضاف "ألن يكون ذلك هو الحرب الحقيقية على الإسلام وصورته، في حين أن حفظ النفس مثله مثل حفظ الدين من كليات الشريعة الإسلامية، وأنه في كثير من الحالات مثل حالة هذه الجائحة مقدم على حفظ الدين (بل نافلة من النوافل)".

ولفت المقال إلى أن الأصل في صلاة التراويح هو أن تقام بطريقة فردية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يواظب على إقامتها في المسجد خشية أن ترفع في نظر الناس إلى مرتبة الفريضة، بل إن الذي جمعهم عليها كان هو الخليفة عمر بن الخطاب، وأنه على فرض أنه هناك نية مبيتة لمحاربتها فلا شيء يمنع أن يقيمها المؤمنون في بيوتهم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جعلها قبورا أي أمكنة لا تقام فيها الصلاة".

وتابع "إن حفظ النفس في كثير من الأحيان مقدم على حفظ الدين، وأن التاريخ قد شهد على تعطيل شرائع تعبدية مثل الحج أو نذكر بأن إقرار حجر صحي عام هو مما سبق إليه المسلمون الأوائل كما حدث خلال طاعون عمواس بقرار من عمر بن الخطاب استنادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا"".

ووأوضح أنه في سنة 375 هـ لم يصل من الحجيج إلا القليل إلى مكة بسبب انتشار الوباء كما يروي ذلك ابن كثير كما توقف الحج من خراسان والعراق سنة 417 ه بسبب برد شديد جمد فيه الماء في دجلة والأنهار والسواقي على ما يذكره ابن كثير.

وأكد أنه جاءت فترات انقطع الحجاج المصريون في عهد العزيز بالله الفاطمي لشدة الغلاء، وفي سنة 419 هجرية لم يحج أحد من أهل المشرق ولا من أهل مصر، وفي سنة 421 هجرية تعطل الحج أيضا سوى عدد قليل من أهل العراق ركبوا من جمال البادية من الأعراب ففازوا بالحج، وفى سنة 430 لم يحج أحد من العراق وخراسان، ولا من أهل الشام ولا مصر.

وكشف ذات المصدر عن "تناقض طابع المزايدة والاستغلال السياسوي لقضية في غاية الحساسية بالنسبة للمغاربة، حين رفع البعض عقيرته بأن الدولة تستهدف الإسلام بإغلاق المساجد في العشاء والصبح"

وقال لندفع بتهافت خطاب المزايدة بالدين ونكشف تناقضه إلى أبعد الحدود من خلال عدد من الأسئلة: لماذا تستهدف الدولة الإسلام في العشاء والصبح ولا تستهدفه في باقي الصلوات؟ لماذا لا يعتبر انطلاقا من نفس المنطق حظر دخول الجماهير الرياضية والمسابح والشواطئ والحمامات استهدافا للرياضة والنظافة؟ لماذا لا يعتبر حظر فتح الحانات الناجم عن فرض الحجر الصحي استهدافا للخمارات ونصرة للدين بنفس المنطق؟ لماذا لا يعتبر حظر الرحلات الجوية من وإلى عدد من الدول محاربة للسياحة؟.