تداعيات فضيحة تزوير هوية إبراهيم غالي وتسفيره للعلاج من "كورونا" في إسبانيا

هشام رماح
نصيحة لمجرمي الحروب والمتابعينن بانتهاكات إنسانية.
إن استشعرتم أنكم محاصرون أو رغبتم في السفر والإفلات من العقاب أو متى شئتم الحصول على جواز سفر وانتحال هوية مزورة لقلب صفحة الماضي، ليس لكم غير النظام العسكري الجزائري وهو سيمنحكم ماتشاؤون.. هوية خالصة و"باسبور" مثلما شاء إبراهيم غالي، زعيم انفصاليي "بوليساريو" الذي تحول بجرة قلم إلى "محمد بن بطوش" وأصبح جزائريا أبا عن جد!!!
وليست فضيحة تزوير هوية إبراهيم غالي، بغرض السفر للاستشفاء من فيروس "كورونا" في إسبانيا، غير شذرة من شذرات الاحتيال التي يمارسها النظام الجزائري على العالم بأكمله، وهو يتآمر عليه بحماية متورطين متهمين مثل غالي في جرائم الاغتصاب والإبادة الجماعية وجرائم إنسانية أخرى، وتمتيعهم بجواز سفر جزائري حتى يفلتوا من العقاب.
وأظهر النظام العسكري الجزائر بما اقترفه بكل غباء أن جواز السفر في الجارة الشرقية للمغرب أصبح الأرخص من بين نظرائه، على أن ما تحراه بمحاولة التمويه الفاشلة التي باشرها من أجل إخفاء هوية إبراهيم غالي ما يكشف حجم التواطؤات التي قد يؤتيها الحكام هناك ضد الإنسانية جمعاء وتمكين مجرمي الحروب من الذوبان وسط الناس بلا حساب سوى لأنهم يظنونهم مواطنون جزائريون عاديون.
وكعادة حكام الجزائر وصنيعتهم "بوليساريو" فإن الوضوح أبعد منهم بعد السماء عن الأرض، وإلا ما الذي دفعهم إلى صرف هوية مزورة وجواز سفر جزائري لإبراهيم غالي، إن لم يكن هؤلاء مؤمنين أشد الإيمان أنهم ليسوا على المِحَجَّة البيضاء وأن زعيم الانفصاليين مثل الأقرع الذي أينما ضربته على رأسه ينزف دما.
ويظل صرف نظام العسكر لجواز سفر وهوية لإبراهيم غالي من أجل الطيران للاستشفاء في مدينة "لوغرونيو" على مشارف "سرقسطة" في إسبانيا، سبب أدعى للتساؤل حول حجم جوازات السفر الجزائرية التي استفاد منها مجرمون قصدوا الجنرالات الذين يحكمون في الظل لطمس هوياتهم وبالتالي مساعدتهم على التهرب من المساءلة القضائية والمتابعة نظير تورطهم في أعمال إجرامية شائنة وشنيعة.
ولأن إسبانيا وضعت ثقتها في الجزائر فإنها وجدت نفسها في موقف حرج وراحت تبرر اللا مبرر وهي تفضي بأن استقبال إبراهيم غالي على أراضيها حيث كان متابعا بتهم ثقيلة كمجرم حرب قرب أن يجري طي الملف باتفاق إسباني جزائري استهدف تخليص زعيم الانفصاليين من التهم الموجهة إليه لأنها ستورط حماته من حكام الجارة الشرقية.
وأحست إسبانيا بالخازوق بتعاملها مع عسكر بلداء، واضطرت إلى تأكيد الأنباء التي أفادت بأن مجرم حرب يتلقى الرعاية والعناية الطبية في ضيافتها، لكنها ألجمت لسانها إزاء تزييف هوية إبراهيم غالي وتحويل هويته إلى محمد بن بطوش، وهي تظن مثل النظام الجزائري أنها ستقضي كم حاجة بتركها.. لكن هذه الواقعة سيكون لها ما بعدها أمام منتظم دولي لن تمر عليها ألاعيب وتواطؤات البعض لتخليص مجرمي الحرب مرتكبي الجرائم الإنسانية من العقاب.