فصل "القفة" عن السياسة

الكاتب : الجريدة24

27 أبريل 2021 - 03:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

لم تعد غالبية الأحزاب تستسخ البرامج والأفكار وتعيد ترتيبها وتنميقها حسب هواها، بل استنسخت حتى الأدوات المستعملة من بعضها لاستمالة أصوات الناخبين للتصويت عليها، خاصة ما يتعلق بالإحسان العمومي ومظاهر الخير والبر والإحسان، دون إبداع.

ما يؤسف له أن أحزابنا أصبحت ٱلات ناسخة للبرامج والأفكار والسائل المستعملة في تحركاتها وكأنها معطوبة الخلق والإبداع غير قادرة على غير ما هو معروف ومألوف في الاستقطاب من تحركات تتكثف بوتيرة متسارعة كلما دنت الاستحقاقات الانتخابية طمعا في أصوات ناخبين عازفين أو مترددين أو تاهت بهم السبل.

الضجة التي أثارتها مسألة القفف الإحسانية وردود الفعل المتفاوتة بشأنها، أحسن هذا النقاش المعقول إجابة عن سؤال: هل نحتاج مبادرة من حزب حتى نستنسخها، أو أن أحزابنا لا تحسن إلا النقل و"كوبيي كولي"؟. وهذا ما يتضح من نسخ مبادرة القفة والإحسان على بعد أشهر من الانتخابات وليس دوما وبعيدا عن الطمع السياسي أو سياسة عطاء وأخذ.

البر والخير قد يكون من عمل الجمعيات ولو غلفت بلون سياسي مقنع أو ألبست خلسة جلباب السياسة، قد يقبل منها ذلك عكس أحزاب مفروض أن تشتغل دائما على تأطير المواطن واستقطابه وتكوينه وإعداده كأهداف ووسائل، عوض النوم نومة أهل الكهف وفي "الشخرة الحلوة" أعواما وتستفيق متأخرة عن الركب لتركض بوتيرة بطيئة في كل شيء، بدون خلق وإبداع أو روح المبادرة.

القفة رمضانية كانت أو في غير هذا الشهر الكريم، ليست من اختصاص الأحزاب ولو نأت عن الاستغلال السياسي، والحزب الصادق مع نفسه قبل المواطن، عليه أن يكون مبادرا بالتأطير وإطلاق المبادرات الرائدة في ذلك والحشد المعقول والمؤسس ببرامج قوية ووسائل إقناع أقوى، وليس في انتظار ٱخر المحطة ولعب دور أرنب السباق.

للأسف تحولت أحزابنا إلى إطارات بقوالب وبرامج وأفكار ووسائل جاهزة مستنسخة، ما يزيد من نفور المواطن منها بعدما فقد الثقة فيها ليس تمردا إنما لعجزها عن إقناعه بالمشاركة والتفاعل والانصهار في كل خطوة جريئة ومعقولة بعيدة عن الاستغلال السياسي البشع لصوته الانتخابي الذي حولته هدفا متسابق عليه، وليس وسيلة عادية ومضمونة في حال الإقناع.

نحتاج مناضلين مبدعين وخلاقين وليس قطع شطرنج تؤثث الركح في كل مناسبة إنتخابية، وعبرها نحلم بأحزاب قوية متماسكة ببرامجها وأفكارها ووسائل تفعيلها واقعا وبجدية وليس بأسلوب "القولبة" أو سياسة "نقل مني ننقل منك" نهج الكسالى الفاقدين روح الإبداع ممن يوسمون مسارهم بشعار "من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في..."، وأحزابنا للأسف بقيت وفية لتقليديتها في كل شيء.

آخر الأخبار