وزيرة خارجية إسبانيا: غالي ملزم بالمثول أمام العدالة

هشام رماح
لم تستطع حكومة "بيدرو سانشيز" في إسبانيا الاستمرار في اللعبة القذرة التي حبكها النظام العسكري في الجزائري من أجل عيون زعيم انفصاليي "بوليساريو" المتهم بجرائم إنسانية عديدة أدناها الاغتصاب والاختطاف القسري.
ووجدت الحكومة الإسبانية نفسها محشورة في الزاوية ومنفردة وسط أقرانها في المنتظم الدولي بعدما سقط قناعها وهي التي حاولت في البدء تبرير موقفها بكونه "إنساني"، لتعلن عن عدم تدخلها في حال قرر القضاء في الجارة الشمالية للمملكة محاكمة إبراهيم غالي على جرائمه المضمنة في شكايات تقاطرت عليه في هذا الشأن.
وأفادت "آرنتشا سانشيز لايا" وزيرة الخارجية الإسبانية، إبان لقاء صحفي لها عشية أمس الثلاثاء، بأن "الحكومة الإسبانية لن تتدخل البتة، في حال قرر القضاء استدعاء إبراهيم غالي، الذي يعالج في مستشفى "سان بيدرو" بـ"لوغرنيو".
وزادت المتحدثة أنه في "حال رأى القضاء أن إبراهيم غالي ملزم بتصفية ما هو عالق في ذمته من اتهامات، فإنه المتهم سيمثل أمامه"، مضيفة أن "الحكومة الإسبانية لن تتدخل وتحترم استقلالية القضاء في البلد الإيبيري"، كما نقلت وكالة الأنباء "EFE".
تصريح وزيرة الخارجية الإسبانية، جاء بعد محاولتها مداراة تورطها في مؤامرة نسجت خيوطها أيادي جنرالات الجزائر الذين أشاروا على عبد المجيد تبون، رئيس الجارة الشرقية للمغرب بنقل إبراهيم غالي للاستشفاء في إسبانيا، وهو الخيار الذي تبدى بعدما ابدت ألمانيا وفرنسا رفضا باتا لاستقبال الانفصالي بسبب سجله الملطخ بجرائم يندى لها الجبين.
اللافت، أن الحكومة الإسبانية تحاول أن تظهر بموقف مغاير عن الذي أبدته علنا في البدء وسرا حينما طمأن رئيسها "بيدرو سانشيز" عبد المجيد تبون بأنه لن تتم تابعة إبراهيم غالي قضائيا في بلاده، كما سبق وكشفت عن ذلك مجلة "Jeune Afrique"، وهو ما يعد توطأ مفضوحا بين إسبانيا والجزائر ضد المغرب.
وفيما أبدى المغرب موقفا حازما وصارما ضد إسبانيا بعدم انكشاف ألاعيبها حاولت الحكومة في الجارة الشمالية استرضاء المملكة عبر تصريحات أطلقتها "آرانتشا سانشيز لايا" أمس الثلاثاء، من قبيل أن علاقة بلادها بالمغرب تعد "استراتيجية" محيلة على أنها تنسجم مع "علاقات الصداقة والشراكة والتعاون التي تجمع إسبانيا مع جيرانها المميزين".
وفي ردها عن سؤال حو تواطؤ بلادها مع الجزائر ضد المغرب باستقبال زعيم انفصاليي "بوليساريو" بهوية جزائرية مزورة تحت اسم "محمد بن بطوش"، ردت وزيرة الخارجية الإسبانية بالقول "إن ما يهم الحكومة هو الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الجيران، وبالأخص الحفاظ على العلاقات الاستثنائية التي تربط بلادنا مع جارنا وشريكنا المغرب".