نور الدين هراوي
بعد تفشي ظاهرة السطو على الممتلكات داخل إقليم سطات بشكل رهيب و مخيف من طرف "حيتان العقار" خلال السنوات.
آخر ظاهرة السطو الممنهج و بطرق تحايلية على القانون و التي أثارت موجة غاضب عارمة، و كانت موضع انتقادات و تغريدات واسعة، هو ما حصل مؤخرا بالجمعية الخيرية الإسلامية بسطات، عندما أقدمت مافيا خطيرة تتكون من مهاجرين بالديار الأوروبية و بعض سماسرة العقار لهم دراية في النصب و الاحتيال بالسطو على بعض وأهم ممتلكات المؤسسة المذكورة باستعمال وثائق مزورة على أساس أن بعض الهبات العقارية المسلمة للجمعية و التي تقتات بمداخليها المالية الأسر المعوزة و يدبر بها المكتب التنفيذي للجمعية الحاجيات الغذائية لدار العجزة و الأيتام و كسوتهم و أفرشتهم و كل الخدمات الاجتماعية و الاحسانية التي يحتجونها- ترجع لمافيا العقار التي وصلت مؤخرا إلى ردهات المحاكم من اجل الحسم في هذا الملف.
و حسب مصادر مطلعة، فقد حاولت شبكة المافيا الاستحواذ على عمارة ضخمة تتكون من العديد من الطبقات و المحلات التجارية و قيسارية تمارس بها مختلف المهن و الحرف، و تعود مداخلها المالية لصندوق المؤسسة الخيرية و التي تمول بها مختلف أنشطتها و خدماتها الاجتماعية المعتمدة للفئات المعوزة المستفيدة، باستعمال أوراق و وثائق مزورة.
و بعد موجة اختراقات لمافيا أصبحت متعددة و تنشط في النصب و الاستحواذ على ممتلكات و عقارات الغير بطرق تحايلية بالخصوص بسطات، ينتظر الرأي العام المحلي أن يدخل مشروع قانون الأملاك العقارية و التابع لمختلف الجماعات الترابية حيز التنفيذ، خاصة بعد المصادقة عليه مؤخرا بالمجلس الحكومي إذ أن بعض النصوص التشريعية المنظمة للأملاك ترجع في مجملها الى عهد الحماية و أصبحت متجاوزة مما سيجعل من تعديل هذا القانون لحماية الأملاك العقارية ضمانات إضافية لحماية الحقوق المحتملة للغير.
هذا و تجدر الإشارة أن المحكمة المختصة في ملفات العقار بسطات حكمت مؤخرا على أفراد هذه العصابة بكفالات و غرامات مالية ثقيلة من ضمنهم أربعة عناصر و أفراد ب 20 مليون و العنصر الخامس ب 3 ملايين و متابعة محامي مشهور بإقليم سطات مكلف بالملف، و لا يزال هذا الملف الثقيل، قيد المتابعة القضائية، و لا يزال المجتمع المدني من جمعيات مدنية و حقوقية ينظمون وقفات احتجاجية باستمرار أمام المحاكم و يؤازرون هذا الملف و التجار الذين حكمت عليهم سلفا مافيا العقار بالإفراغ و هم من بقايا ضحايا هذا الملف الذين تضامنوا جملة و تفصيلا مع مكتب الجمعية تضيف نفس المصادر.