هكذا سيدفع انفعال الخارجية الجزائرية ضد السفير هلال إلى تبني المفهوم المغربي لتقرير المصير

الكاتب : الجريدة24

17 يوليو 2021 - 05:26
الخط :

من حسنات النقاش الذي فجره السفير الممثل الدائم للمغرب، لدى الأمم المتحدة عمر هلال حول تقرير مصير شعب القبايل الجزائري، أنه سيدفع ساسة قصر المرادية إلى التعرف على المفهوم الحقيقي لتقرير المصير، الذي يعني الحكم الذاتي كما يدافع عنه المغرب في صراعه مع جبهة "البوليساريو" الانفصالية.

بحسب المحلل السياسي منار السليمي فبيان الخارجية الجزائرية الذي رد على وثيقة السفير هلال،  يحمل الكثير من الإنفعال الذي يُظهر بوضوح ضعف وهشاشة الدولة الجزائرية.

كما أن مدبج البيان ، يضيف السليمي، لم يقف عند حدود قضية شعب القبايل، بل كشف عن كل الاختلالات التي تعاني منها الجزائر اليوم.

فلأول مرة  يوضح الخبير السياسي، سيتذوق ساسة الجزائر الشعور بتجزئة البلد، وأن النظام  العسكري الحاكم بات يفهم جيدا أنه لم يعد هناك شيء مشترك بين الحاكمين والشعب الجزائري.

اضف إلى ذلك فحكام قصر المرادية لم يستطيعوا بناء كيان يسمى الأمة الجزائرية، رغم كل الأساطير التاريخية التي حاولوا توظيفها، منذ رحيل بوتفليقة.

دون ان ننسى بكون  « العشرية السوداء » لا زالت تؤرق الحاكمين في الجزائر، خاصة أن الحاضرين في مربع السلطة حاليا لهم علاقة بجرائم هذه العشرية، وفي مقدمتهم  شنقريحة الرجل النافذ في المؤسسة العسكرية.

قضية شعب القبايل،  يشير الخبير السياسي،  باتت أكثر خطورة على الحاكمين في الجزائر، خاصة أنه توجد أمامهم كل مؤشرات المطالبة بالانفصال بعد رفض منطقة القبايل المشاركة في ثلاث استحقاقات انتخابية.

ويستخلص منار السليمي أن مدبج البيان المنفعل للخارجية الجزائرية، ترك هامشا للحوار لما طالب بتوضيح رسمي من قبل الخارجية المغربية على ما ورد في مذكرة السفير عمر هلال.

وحتى إن كان الهدف من هذا الطلب هو خلق تضارب بين المؤسسات الدبلوماسية  المغربية، يوحي وكأن المذكرة التي قدمها السفير المغربي لدول أعضاء حركة عدم الانحياز هي شخصية وليست موقفا للمؤسسة الدبلوماسية المغربية، فإنها تفتح فرصا يُمكن الإشتغال عليها.

وينصح السليمي بمراقبة ردود الأفعال داخل الجزائر حول المذكرة المغربية، والتصريح المضاد من بيان الخارجية الجزائرية.

وبحسب السليمي فالجزائر دولة مركزية مفرطة، والنقاش حول الحكم الذاتي من شأنه أن يزعزع أركانها لكون الحاكمين لم يضعوا أدوات لشكل الدولة غير مركزة السلطة.

ويخلص الخبير السياسي إلى كون  الربط بين تقرير المصير والحكم الذاتي وشعب القبايل من شأنه  أن يدفع الحاكمين، في الجزائر وميليشيات "البوليساريو" إلى القيام بدعاية للحكم الذاتي بدون وعي، بإثارة مفهوم تقرير المصير ومحاولة التمييز بين قضية القبايل و"البوليساريو".

آخر الأخبار