تحقيق إسباني: المغرب بريء والمخابرات الفرنسية اتهمته للتغطية على تجسسها على ماكرون

هشام رماح

المغرب بريء من أي تهمة تجسس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببرنامج "Pegasus" كما ادعى ذلك ائتلاف "فوربيدن ستوريز" ومنظمة "آمنستي"، وفق ما أعلنته وسائل إعلام إسبانية انتصرت للحقيقة وكشفت أن الاتهامات الموجهة إلى المغرب عارية من الصحة وتروم تحويل دفة الاهتمام عن عملية تجسس حقيقية خضع لها ساكن الإليزي لكن ببرنامج "DarkMatter"، الذي تنتجه شركة "Edge Group" القائمة في الإمارات العربية المتحدة.

ووفق موقع "OK Diario" الإسباني فإن المنابر الإعلامية إسبانية تُجمِع على براءة المغرب مما اتهم به، محيلا على أن "المديرية العامة للأمن الداخلي" (DGSE) الفرنسية هي من تجسس على الرئيس إيمانويل ماكرون لكن ببرنامج "DarkMatter" الذي اقتنته من "Edge Group" التي تتوفر على خوادم كثيرة وقوية لها في أبو ظبي وقطر، وذلك لدواع أمنية محضة.

وحسب "Ok Diario" فإن المخابرات الفرنسية تتصل بعلاقات وطيدة مع "Edge Group" وقد اختارتها للحصول على برنامج "DarkMatter" بدلا من منافستها "NSO" الشركة الإسرائيلية التي تنتج برنامج "Pegasus".

وبالاعتماد على ما أوردته الصحافة الإسبانية وما كشفته من معلومات تكشف تورط المخابرات الفرنسية يتعزز الطرح الذي تبناه محللون انتصروا لصوت العقل والذين دفعوا بفرضية اتهام المغرب لتحويل دفة الاهتمام نحوه بدلا عن المتورط الحقيقي في التجسس على "إيمانويل ماكرون" والذي ليس غير المخابرات الفرنسية التي تخاف سقوط ورقة التوت عنها.

وحسب "Ok Diario" فإن المغرب لا يتوفر سوى على برنامج تحديد للمواقع يحدد أماكن تواجد الهواتف النقالة، ولم يرتبط يوما مع شركة "NSO" التي تنتج برنامج "Pegasus" وتبيعه لبعض الدول مقابل ملايين الدولارات لكن بشروط

فك العقد المبرم مع الشركة المتخصصة في الأمن السيبراني متى ثبت حدوث تجاوزات في استعمال هذا البرنامج.

لكن من تكون "Edge Group"؟

الأمر يتعلق بشركة تعود ملكيتها لـ"فيصل البناي" الابن البكر للجنرال المتحكم في قوات الأمن بإمارة دبي، وهي تنتج برنامج "DarkMatter" الذي يماثل وينافس برنامج "Pegasus"، ويستطيع اختراق أجهزة اتصال والاستماع غلى المكالمات الواردة أو الصادرة مع تسجيلها وكذا الولوج لرسائل الـ"SMS" والبريد الإلكتروني ثم تحديد تموقع الجهاز.

وزاد "Ok Diario" بأن الدولة الفرنسية لا تملك برنامج "Pegasus" ومخابراتها تستعين ببرنامج "DarkMatter"  وقد سبق واستخدمته للتجسس على مسؤولين مغاربة خلال فترة الجفاء التي نجمت عن خلاف دب بين البلدين بعد استدعاء عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني.

وحسب نفس المصدر الإسباني فإن المخابرات الفرنسية حاولت التنصت على المسؤولين المغاربة كما أخضعت هواتف الصحفيين الفرنسيين المهتمين بالقضايا الجيو- سياسية للتنصت والمراقبة عبر برنامج "DarkMatter" الذي أصبح شهيرا منذ 2016 عبر عملية "Projet Raven" وهي العملية السرية التي كانت تستهدف الدفاع عن الإمارات العربية المتحدة في مواجهة حكومات أخرى والتهديدات الإرهابية.

وأكد الموقع الإسباني أن المخابرات الإسبانية تمتلك منذ 2015 برنامج "Pegasus" وأنه تأكد عدم استخدامه للتجسس على القادة الكاتالانيين، ولكن البرنامج الذي استخدم اسمه "Candiru".