إلى المتباكين على ديمقراطية تونس.."أللإنجاز" هو الذي قاد "الإنقلاب" وليس قيس

الكاتب : الجريدة24

26 يوليو 2021 - 11:10
الخط :

المتباكون على ديمقراطية تونس، ومنتقدو "انقلاب" قيس السعيد، لم ينتبهوا إلى أن هذه "الديمقراطية" التي يتباكون عليها، ان الذي قام بهتك عرضها وتمريغ شرفها في التراب هم اؤلائك الذين خيبوا آمال التونسيين حينما صوتوا عليهم.

ماهو الانجاز الذي حققته النهضة الإسلامية بعد أن تربعت على رأس"الطوندوس" التونسي لمدة فاقت 10 سنوات.. المشروعية يصنعها الانجاز وليس فقط نتائج صناديق الاقتراع.

الرئيس التونسي الأسبق المرزوقي الذي استيقظ ليلا ليدين ما يسميه الانقلاب، لم يخجل من نفسه وهو يقدم الدروس لخلفه السعيد، ماذا قدم هو للتونسيين حينما كان رئيسا...

فقد كلام في كلام..

بينما التونسي البسيط الذي فجر ثورته البائع المتجول البوعزاوي، لم يتغير أحواله، بل ساءت عن ماكان يعيشه في عهد الرئيس الراحل المطاح به زين العابدين.

كان حريا بأصحاب أطروحة، الدفاع عن التجربة الديمقراطية التونسية الفتية، ان ينتبهوا الى ان الخطر الحقيقي الذي سيواجهه التونسييون هو انهيار الدولة، وليس النهضة الاسلامية.

الانجاز الوحيد الذي حققته النهضة التونسية انها جعلت البلد شبه "ايالة" تركية او فرع لإمارة قطرية.

لذلك لا غرابة أن من يدافع عنها ويحاولان مدها بالعون حتى لا تسقط بالضربة القاضية هما هاتين الدولتين.

قيس سعيد دخل الصراع وأصبح قطباً رئيساً في المشهد التونسي، فمنذ دخوله قصر قرطاج بعد تحقيقه الفوز في الانتخابات الرئاسية وحصوله على دعم نحو 72% من أصوات الناخبين، وبدا واضحا أن النتائج تُعد رسالة رفض لمنظومة الحكم ورفض لكل الأحزاب وللأداء السياسي برمته، وبناء على ما تم تحقيقه في الانتخابات كان من الواضح أن الاكاديمي قيس سعيد على معرفة أن وصوله إلى مقعد الرئاسة، اعتبر رسالة قوية أراد من خلالها الناخب التونسي التأكيد على رفضه للعملية السياسية "بمجملها" التي أعقبت الثورة التونسية في 2011 من جهة.

ومن الجهة الأخرى أراد الناخب التونسي من خلال التصويت للمرشح قيس سعيد توجيه العقاب للطبقة السياسية على فشلها وخذلانها للشعب وعلى إهماله والتعالي عليه وعلى الاستخفاف به، وعدم الوضوح والصدق معه خلال السنوات الماضية.

قرارات الرئيس سعيد تسعى إلى إعادة المسار الثوري إلى طريقه الصحيح لا سيما وأن الشعب أصيب بخيبة أمل بعد فشل الحكومة الحالية في تجاوز الأزمات الاقتصادية والسياسية، وأخيرا الأزمة الصحية الخانقة التي ضربت تونس بعد انهيار المنظومة الصحية بسبب تفشي فيروس كورونا، ومنذ اليوم الأول للرئيس سعيد في قصر قرطاج، كان التحدي الأبرز يتمحور حول محدودية الصلاحيات الممنوحة للرئيس مقابل صلاحيات أكبر للحكومة.

الأزمة الحالية ليست سوى تراكمات كبيرة سبقها اختلاف جذري في رؤية كل طرف للعمل السياسي، حيث ينطلق الرئيس في سياساته من توجه يعتقد بضرورة تطبيق القانون بصرامة دون القبول بالتوافقات وأنصاف الحلول والتي كانت السبب وراء الفشل الذي تعيشه تونس اليوم وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والصحية،  فيما تنطلق الأحزاب التونسية في عملها السياسي من مقاربة أن الضرورة تفرض عليها الدخول في صفقات ومساومات مع مختلف القوى السياسية من أجل الحفاظ على مصالحها داخل السلطة القائمة.

آخر الأخبار