لهذه الأسباب نفذت ألمانيا توصيات بدعم الجزائر في مواجهة المغرب

الكاتب : الجريدة24

28 يوليو 2021 - 11:00
الخط :

 هشام رماح

تنظر ألمانيا لتطور المغرب بعين الريبة، إذ "يتقدم -بحسبها- بوتيرة تترك وراءه جارتيه الجزائر وتونس". جاء ذلك في دراسة أجراها المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، وهي الدراسة التي أوصت بشكل خاص بأن "يواصل الاتحاد الأوروبي دعم جهود الأمم المتحدة" بخصوص قضية الصحراء المغربية.

وأثارت سياسة العمق الإفريقي التي يتبناها المغرب مع دول القارة السمراء بمنطق "رابح-رابح" غيظ بعض مناوئي المملكة من قبيل ألمانيا التي قررت مواجهة المغرب قبل أن يحجمها عن التدخل فيما لا يعنيها، وهي التي كانت تنفذ توصيات دعتها لاستمالة الجزائر من أجل ضرب المغرب وجعله يحجم عن التوغل عميقا في القارة الإفريقية.

لكن يبطل العجب إذا عرف السبب الذي حرك ألمانيا لمواجهة المغرب وإثارته ليؤتي ردة فعل لم يتوقعها أحفاد "بسمارك"؟ السبب هو تقرير أنجزه " المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية" وهو مجموعة تفكير مؤثرة "Think Thank" جاء بعنوان "التنافس المغاربي في إفريقيا جنوب الصحراء: الجزائر وتونس تحثان السعي للحاق بالمغرب".

التقرير الذي أنجز في نونبر 2020، والذي تناول تطورات المنطقة المغاربية وجنوب الصحراء تحت جائحة "كورونا"، محيلا على أن "المغربي يمضي قدما بوتيرة تتعب جارتيه الجزائر وتونس" ومشيرا إلى أن "الجزائر تحاول تخطي الصعاب بشتى الطرق للحاق بالمغرب".

ويبدو منطقيا ما جاء في التقرير وهو يرصد واقعا أصبح يتقاسمه الجميع في ظل وجود فارق كبير بين المغرب والجزائر يحول دون مقارنتهما أو تمحيص مقارباتهما، إذ فيما ينتصر المغرب لمقاربة "رابح- رابح" تتصرف الجزائر بتعال يعود للعهود الماضية في تفاخر مفضوح ومكذوب مثل ادعاء رئيسها أنه يملك أفضل منظومة صحية في المنطقة المغاربية وإفريقيا ككل قبل ان يكذبه فيروس "كورونا" وسلالاته المتحورة.

لكن المستغرب في التقرير هو توصية مؤسسة الـ"Think Thank" الألمانية بالعمل على "فرملة" التقدم المغربي والوقوف في سبيله الإفريقي عبر الاستمرار في ما وصفه التقرير بـ"دعم خطة الأمم المتحدة بشأن قضة الصحراء الغربية وعدم المشاركة في المبادرات الأحادية الجانب لفرنسا وإسبانيا"، وهي التوصية التي يبدو أن الحكومة الألمانية استأنست إليها وهي تطلب من مجلس الامن عقد اجتماع لبحث تطورات قضية الصحراء المغربية بعد إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اعتراف بلاده بمغربية الصحراء.

وحسب التقرير الألماني فإن التقدم المسجل لفائدة المغرب يضير النظام الجزائري ويؤلمه، وهو ما جعل الرئيس عبد المجيد تبون، يعلن عودة الجزائر إلى إفريقيا إبان القمة العادية للاتحاد الإفريقي في فبراير 2020، غير أن الأمر لم يعدو مجرد كلام، وفق ما أفاد به التقرير وهو ينفي أية معالم لاستراتجية جزائرية واضحة تستطيع بها مجاراة المغرب في استراتجيتيه الموصوفة بـ"الحديثة" في علاقاته مع دول جنوب الصحراء.

ووضع التقرير مقارنة بين إعفاء الجزائر لـ14 دولة إفريقية من ديون بلغت 3 ملايير دولار، خلال الفترة الممتدة بين 2013 و2018، وبين وقوف المغرب غلى جانب البلدان الإفريقية جنوب الصحراء في مواجهة جائحة "كوفيد-19" حيث أن المغرب وبتمكينه هذه البلدان من معدات الحماية من الفيروس المستجد رسمت معالم استراتيجية واضحة مبنية على التضامن والتكافل في الأزمات بدل المعاملة العمودية الجزائرية التي لم تؤت أكلها.

آخر الأخبار