المغرب و"بيغاسوس".. عندما تُهاجم المملكة بعد موجة الحسد من اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء

الكاتب : الجريدة24

30 يوليو 2021 - 01:00
الخط :

 هشام رماح

لماذا استهدفت "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" مدعومان بالإعلام الفرنسي المغرب وكأنه "العقل المدبر" لما يروج عن عمليات اختراق لأجهزة اتصال والتجسس على أصحابها؟

السؤال له ما يبرره. فمن بين أزيد من 40 دولة ، أغلبها أوربية، ترتبط بعقود مع شركة "NSO" صاحبة برنامج "بيغاسوس"، لم يتم التطرق لأي منها أو الخوض في ثناياها، وقد اكتفى المهاجمون بتوجيه سهامهم نحو البلدان الصاعدة مثل المكسيك والمملكة العربية السعودية والهند... والمغرب.

المغرب لم يقف مكتوف الأيدي. نفى عنه الادعاءات التي رماه بها ائتلاف 17 منبرا إعلاميا ومنظمة العفو الدولية، وزاد على نفيه باللجوء إلى القضاء الفرنسي لمتابعة المدعين بعدما طالبهم بإثبات ما يروجون له وتأكيد التهم التي يلصقونها به دون جدوى، وهو الأمر الذي يتجسد سافرا صارخا في صحيفة "لوموند" الفرنسية بعدما نشرت أنها تملك أدلة مادية لكنها لم تعمد إلى نشرها البتة. إنها لوثة جنون أصابت القائمين على الصحيفة.

لكن "لوموند" ليست غير بوق لمنظمات غير حكومية مثل "آمنستي" التي امتهنت اتهام المغرب واختارته عقيدة لها، وفق ما أكده شكيب بنموسى، سفير المغرب في باريس، الذي أحال على أن المنظمة سبق واتهمت المغرب في يونيو 2020 بالتجسس على صحفيين ببرنامج "بيغاسوس"، وهو الاتهام الذي قوبل برسالة من رئيس الحكومة وجهت إلى المنظمة يدعوها من خلالها بوضع أدلتها عالتي تؤكد على ذلك  فوق الطاولة. لكن الرسالة ظلت بلا جواب.

وفي مواجهة اتهامات "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" تبرأ المغرب من استعمال برنامج "بيغاسوس" وأقر على لسان محاميه "أوليفييه بارتيلي" الذي رفع دعوى قضائية أمام القضاء الجنائي الفرنسي، بأنه لم يرتبط يوما بأي عقد مع شركة "NSO" المتخصصة في الأمن السيبراني، وهو الأمر الذي نفته الشركة نفسها بما يجعل الفرق شاسعا بين ما يؤكده المغرب و"NSO" وبين ما يدعيه خصومهما باطلا.

أيضا، إن اختيار التوقيت لمهاجمة المغرب لم يكن اعتباطيا صرفا. وهو أمر نبش فيه شكيب بنموسى سفير المملكة لدى فرنسا، وهو يقول "لقد عايننا توقيتا معينا. فإن كانت هذه المعطيات متوفرة قبل نحو سنة، فلم تم الترويج لها مؤخرا وبطريقة منسقة، تزامنا واقتراب احتفاء المملكة بعيد العرش المجيد واقتراب موعد الاستحقاقات التشريعية والجهوية والجماعية، وذلك في سياق يشهد تقدما ملموسا للمملكة على عدة أصعدة".

لكن الشكوك لم تساور سفير المملكة لدى الجمهورية وحده فقط. بل دبت إلى قلوب عدد من الشخصيات السياسية الفرنسية مثل "جان لوك ميلونشون" السياسي الصنديد الذي غرد عبر "تويتر" قائلا "العارفون بخبايا الأمور يعلمون أن اتهام المغرب أسهل ما يكون، في الوقت الذي يروج انه جرى التجسس على ملك البلاد أيضا"، كما أن "كريستيان كامبون" رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي وضع الأصبع على الجرح وقد قال "إن القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء أثار غيرة  وحسدا عارمين على الساحة الدولية وهو ما جعل المغرب هدفا لهجمات شرسة من قبل عدد من الدول".

على ما يبدو فإن المغرب يؤدي ضريبة لعبه دور عامل الاستقرار للمنطقة المغاربية وكذا عدد من البلدان الغربية وفاعلا رئيسيا في مكافحتها للإرهاب؟ فالمملكة تحظى برصيد قوي ونزلت ثقلها في العديد من الملفات الأمنية والدبلوماسية في المنطقة خاصة في ليبيا ودول الساحل وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو التأثير الذي حتما لم يرق بعض الجيران وأزعجهم تبني المملكة لرؤية دبلوماسية عصرية خاصة فيما يتعلق باعتماده مقاربة "رابح- رابح".

ويشار إلى أن "كارتيل" المنظمات غير الحكومية التي تعادي المغرب وتهاجمه لم تهضم كيف أن المغرب يشق طريقه بثقة ونجاح معززا سيادته على مختلف المستويات، وهو ما جعل هذه المنظمات تظن أنها ستعيق تقدمه، لكن في المقابل وضع المغرب ثقته كاملة في القضاء.

آخر الأخبار