قضية "بيغاسوس".. هكذا يدفع المغرب ضريبة امتداده والاحتكام لسيادته

الكاتب : الجريدة24

30 يوليو 2021 - 07:00
الخط :

هشام رماح

في القرون الوسطى قال "وليام شكسبير" ذات يوم "نحن مع مرور الوقت نكره ما نخاف".

هذه العبارة التي جلجلت المسارح وخطت بمداد من ذهب بين صفحات التاريخ، تعكس حقيقة ما يجري الآن على الساحة الدولية وتناسل الادعاءات ضد المغرب محاولة توريطه بالقوة وجعله مجرما "بالفطرة" لا يطرف له جفن ولا يحتكم لأخلاقيات حتى يلجأ إلى اختراق أجهزة اتصال والتجسس على أصحابها ومنهم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".

لقد وجد المغرب نفسه في عين عاصفة من الأكاذيب.. وحسبه أن يواجهها بالحقيقة وهو أمر ارتأى تفويضه للقضاء الجنائي الفرنسي وأمام منصات الحكم يعز المرء أو يهان، أما الكلام الذي يطلق على عواهنه فليس غير سحابة صيف عابرة تجمعت من الغمامات الكبيرة التي تجثم على أعداء المغرب الذي أطلقوا هذه الحملة الشرسة راغبين في تركيعه.

وفي الوقت الذي أُسنِد الفصل للقضاء في من يدعي ومن إلى جانبه الحق، فإن العودة إلى عبارة "شكسبير" تبدو ضرورية، لأنها تفسر الضريبة التي يدفعها المغرب الذي أصبح مكروها بعدما سبق وشكل فزاعة للعديد من الدول التي وجدت مصالحها مهددة في ظل امتداد مغربي نحو جذوره الإفريقية وتشبيك علاقاته الاستراتيجية مع قوى عظمى بما يهدد ما يعرف بـ"المجالات الحيوية" لبعض البلدان التي آلمتها السياسات المغربية النموذجية.

نعم المغرب مكروه لكن من لدن الضعاف، كما أن المغرب محسود وقلة فقط من استحسنوا اعتراف أقوى بلد في العالم بمغربية أقاليمه الصحراوية.. وقد شكل الاعتراف الذي ذيله الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وأكده خلفه "جو بايدن" ضربة قصمت ظهر البعير وجعلت البعض يتساءل خائفا وجلا: ثم ماذا بعد كل هذا؟ فكان أن تقرر شن حملة ضد المملكة تتهمها باستخدام برنامج "بيغاسوس" والتجسس به على الرئيس الفرنسي وغيره من شخصيات سياسية فرنسية.

لكن ما هي الأدلة التي قدمها المدعون؟ لا شيء. فقد أصبح الكذب لعبة يتقنها الكثيرون هذه الأيام، كما وقد جرى اتهام المغرب باستخدام برنامج شركة "NSO" رغم نفيه ونفيها الرسميين، بينما جرى إسقاط أزيد من 40 دولة أغلبها في القارة العجوز ترتبط مع الشركة الإسرائيلية بعقود تجارية من صكوك اتهامات ائتلاف "فوربيدن ستوريز" ومنظمة "آمنستي" والإعلام الفرنسي الجاهزة، بما يكشف علانية أنهم أصبحوا مكلفين بمهمة فقط وهي "التشويش على المغرب" و"ضرب علاقته مع فرنسا".

والحق يقال لو أن المغرب كان يواجه كيانات تحترم نفسها لكانت ألجمت ألسنتها وانتظرت ما ستؤول إليه التحقيقات القضائية بعدما قررت المملكة اللجوء إلى العدالة التي لا ترى ولكنها تسمع لتحكم بالقسطاس، لكن لأن في القضية إن ومهمة تنتظر تنفيذه لإتمام أجندة النيل من المغرب، ظلت مستمرة في غيِّها لا تلوي على شيء غير الإضرار بسمعة المغرب وتقديمه كمحرك لمفاعل الجاسوسية في العالم أجمع.

وقُدِّرَ لأصحاب الكياسة أن يتسموا بالحكمة مثل الرئيس الفرنسي والحكومة القائمة في الجمهورية بعدما لم يلتفتوا للمز وغمز الأبواق الإعلامية التي أطلقت أصواتها المُنكرة لتعم الأرجاء لكنها لم تتغلغل إلى دواخل الماسكين بزمام الأمور في فرنسا وهؤلاء أعلم من المغرب بما يحرك "لوموند" و"فرانس 24" و"إذاعة مونت كارلو"... وغيرهم من أوكار الإعلاميين المرتزقة الذين يشنون حروبا قذرة بمقابل.

آخر الأخبار