عندما تنتصر فرنسا لما يجمعها بالمغرب أكثر من الفرقة التي تنشدها "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي"

هشام رماح
هكذا وجد المغرب نفسه وسط حملة إعلامية هوجاء.. تتهمه كذبا وزورا باستخدام برنامج "بيغاسوس" للتجسس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وشخصيات سياسية وصحفيين.. ورغم النفي الرسمي من المغرب وشركة "NSO" صاحبة البرنامج لوجود أي علاقة أو تعاقد تجاري بينهما.. ولجوء المغرب للقضاء الفرنسي ضد مهاجميه من ائتلاف "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" إلا أن الحملة المغرضة لا تزال تتواصل وتشتد.
وفي ظل الحملة الهوجاء التي يشنها ائتلاف "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" ومعهما منابر إعلامية فرنسية، تطفو على السطح أسئلة حارقة ومشروعة، فما الذي جعل هؤلاء يسلطون سهام الكذب على المغرب وحده دون غيره بينما يسقطون في خوضهم حول في برنامج "بيغاسوس" الإشارة إلى أزيد من أربعين دولة متقدمة أغلبها في القارة الأوربية تستخدم البرنامج؟
السؤال يرن في أذهان الكثيرين لكنه يحمل في طياته الإجابة لهم.. خاصة إن علموا أن المعطيات التي يجري الترويج لها ونسبها كذبا للمغرب كانت تتداولها الألسنة منذ ما يزيد عن العام.. لكن توجيه المدفعية في هذا الوقت بالذات تزامنا وإحياء المغرب للذكرى الـ22 لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين وزحف موعد الاستحقاقات التشريعية يؤكد على أن اختيار توقيت الحملة كان مدروسا.
بالطبع، التوقيت مدروس لمحاصرة المغرب بالأكاذيب لأنه يأتي في أعقاب تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على اعترافها بمغربية الصحراء، وهو أمر جر على المملكة الشريفة حسد وكره الحاقدين الذين من أوجعتهم هذه الضربة القادمة من بلاد "العم سام" وجعلتهم يترنحون من هول مصابهم، وقرروا استخدام شتى الوسائل لتقويض أمر كان مفعولا، بتذييل من الرئيس دونالد ترامب وتأكيد من خلفه "جو بايدن".
كما أن المواقف القوية التي أبدتها المملكة المغربية وهي تحمي عرينها وتتخذ قراراتها السيادية بكل تجرد واقتناع.. لم تكن لترضي أطرافا ترى قوتها في ضعف الآخرين.. لأن ما يخيف مثل المغرب الذي انعتق من الإملاءات وتلبية الرغبات منذ عقود.. يصبح مكروها.. ومنه يصبح هدفا تروم الضباع افتراسه، فهي لن ترضى بمن خالف طبيعتها وسليقتها القمَّامة.
أيضا لا يمكن غير الاستغراب من تناول منابر إعلامية فرنسية للقضية مثل صحيفة "لوموند" التي وإن رفضت التراجع رغم لجوء المغرب للقضاء إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل فإنها تشي بموقفها المشكك بشكل سافر في نزاهة القضاء الفرنسي وتنزع عنه قدرته الفصل في مثل هكذا قضية ترغب "لوموند" وأمثالها أن يكونوا فيها خصما وحكما في نفس الوقت.
وظن أعداء المغرب أنهم حددوا مكمن استهدافه وهو علاقاته مع فرنسا طامعين في زعزعتها وحتى قطعها بالمرة.. لكن أصحاب القرار الحقيقيين أبدوا تعقلا وحكمة لا نظير لهما وهم ينتصرون لما يجمع بين البلدين أكثر مما تحاول "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" وبعض الإعلام الفرنسي الترويج له للتفريق بينهما