هكذا ركب الإعلام الفرنسي قوارب الجهل في بحر الأكاذيب لإرضاء نرجسية مفضوحة

هشام رماح
تحول إصرار وسائل إعلام فرنسية في المطالبة بـ"ردة فعل" حكومية إزاء ادعاءات "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" على المغرب إلى تعنت وجهل، وقد راحت تخبط خبطات عشوائية بتصريف الأكاذيب تريد من ورائها قرارا يرضي نرجسية مفضوحة.
ولأن الفرق بين الإصرار والعناد هو أن الأول منبنٍ على إرادة قوية والثاني ينبع من إرادة ضعيفة، تجلى للعالم أن سربا إعلاميا فرنسيا يمتح صفات الجوارح الضارية يريد أن ينقض على المغرب دون موجب حق أو دليل ملموس يؤكد مزاعمها.
وعادت "الضواري" من جديد لمحاولة رج كأس الود بين المغرب وفرنسا عبر مقالات حررها "مرضى نفسييون" يطلبون من ساكن الـ"إيليزي" والسلطة التنفيذية "الانتفاضة" ضد المغرب هكذا ودون أن تتأكد إدانة المغرب.
وإن التزم الرئيس الفرنسي ومن معه من ماسكي الأمور في الجمهورية بالتعقل فلأنهم يؤمنون أن قرينة البراءة مقدمة على الادعاءات مالم يؤتِ المدعون ما يثبت ترهاتهم، ولأن المغرب وبدل أن يحتمي بالصمت أفرد جميع أوراقه على الطاولة وقرر اللجوء إلى القضاء الفرنسي وإلى خبراء معلوماتيين ليؤكدوا براءته براءة الذئب من دم يوسف.
أي نعم المغرب لم يسكت وصدح عاليا أنه محط ادعاءات ليس إلا، ولم يقف عند هذا الحد فقد بادر إلى ما يبادر إليه أي مظلوم في حالته، لكنه لم يرتضِ لنفسه دوام الهجمات المغرضة عليه وقرر وقف نزيف الإشاعات عبر الاحتكام للعدالة.. إنما ليس بين قطيع الضباع القمامة من يؤمن بها.
فما الذي ينفع مع قوم صم بكم تبّع؟
المغرب نفى، بشكل رسمي، استخدامه لبرنامج "بيغاسوس" وأي ارتباط يمت به مع شركة "NSO" والأخيرة بدورها نفت أن تكون مكنت المملكة من البرنامج، كما أن الحكومة الإسرائيلية طمأنت نظيرتها الفرنسية أنه لم يجرِ التجسس على الرئيس "إيمانويل ماكرون"، وهي وقائع بادية ملموسة لكن عميان البصيرة لا يرونها ويعاندون بركوب قوارب الجهل في بحر الأكاذيب لعلهم يحدثون أثرا لن يكون مفعولا إلا في أمانيهم.
الأيام دول، والمغرب قرر التوغل إلى أبعد مدى في مسلكه القانوني والقضائي، وهو بذلك ماض في نهجه الرامي لمحاصرة الكذابين والأفاقين ممن يهاجمونه بطرق مبتذلة ودون إثبات.. أفليس حريا بـ"خدام" "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي" الركون للمراجعة وتقييم الادعاءات؟؟؟ أم أن ما قدمه الائتلاف والمنظمة، ولله والعزة وحاشا لله "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"؟؟؟
إن الأمر لا يعدو كونه حربا إعلامية أرادها خصوم المغرب ضروسا بعدما صدمهم، واكتشفوا أنه تجاوزهم بدورات عديدة في مقياس التاريخ، وأنه شرع يقطف ثمار المكابدة والمجاهدة لبناء صرح عظيم تتكسر عند أسواره كل محاولات الهيمنة والإملاءات التي استطابها هؤلاء الخصوم في أنظمة خانعة خاضعة لأن بطون حكامها حبلى بالعجين.
أيضا آثار الصدمة التي تمثلت في اعتراف الولايات الأمريكية بمغربية الصحراء، لم تتلاش بعد ولا تزال تجعل أعداء المملكة يعانون من لوثة جنون ستكون مزمنة لأن القادم من الغيب يعد بالأفضل للمملكة وبالخزي للكذابين الذين يناصبونها العداء والكراهية ولم يؤتوا برهانهم.